دعني ومن أعماق أعماق قلبي أهنئ سعادتكم وأهنئ أنفسنا على نجاح خدمة (ساهر) التي جاءت لتغير الكثير من مفاهيم أنظمة وقوانين المرور, وتكون وسيلة مفيدة لحماية الأرواح - بإذن الله - التي كانت تذهب بأسلوب (تهوري).. جنوني.. من شباب لم يتم توعيتهم بالحفاظ على القانون والنظام. وقد سعدت جدا بالاطلاع على رسالتكم الموجهة لرئيس تحرير إحدى الصحف, وأنا متأكد كل التأكيد أن ردك في تلك الرسالة يحمل الكثير من المصداقية والشفافية لمعرفتي (القريبة) بسعادتكم منذ مدة طويلة نقول (20) سنة, حين كنا نلتقي في لقاءات تلفزيونية على أرض أقدس المدن (مكةالمكرمة) أثناء موسم الحج. لقد تطرقتم إلى نقاط كان الجميع في حاجة إلى ان تصحح من (رأس الهرم) رئيس الخدمة, وكنتم بالفعل صادقين ومخلصين وصريحين، لان الواجب والوظيفة والمواطنة والدين تفرض عليكم أن توضحوا الصورة التي بدأت تأخذ (عدم الوضوح) عند نسبة كبيرة من المواطنين والمقيمين على السواء, ولا يتحدث أو يكتب أو يصرح أحدهم ان كانوا في مجالسهم أو في الإذاعات أو التليفزيون أو حتى الصحف إلا ويقولون: «ساهر جاء ليجبي ويأخذ أموالنا», ونظرا لأنني هنا لم أعيِّن نفسي محاميا أو متحدثا أو ناطقا رسميا عن أحد, إلا أن الحقيقة كل الحقيقة يجب أن نضعها أمام الجميع. بدأت رسالتي هذه بتقديم التهنئة لكم ولنا جميعا, وأقصد أولئك الذين ينظرون إلى تطبيق القوانين والانظمة لحمايتهم ومصلحتهم وليس لاستغلالهم وأخذ أموالهم.. هنأتكم وهنأنا أنفسنا على إطلاق وتنفيذ (خدمة ساهر) الذي يواجه - ولا يزال - موجه من الترحيب والتأييد والدعم وكذلك الانتقاد على حد سواء. المؤيدون (وأنا منهم) كثيرون ويؤكدون دوما أن إيجابيات ساهر كثيرة وكبيرة ومتعددة, أبرزها خفض نسب الحوادث والوفيات والعاهات والإعاقات جراء الحوادث المروية بنحو (31%) كما جاء في إحدى الدراسات الإيجابية والكثيرة التي أجريت على نظام ساهر على الكثير من الشباب وغير الشباب, بجانب انخفاض الإصابات والحوادث بمجملها. أما المعارضون, فهم أيضاً كثيرون, وتركيزهم فقط على أن نظام ساهر جاء ليكون (وسيلة ابتزاز بأسلوب قانوني). ويقول بعضهم من غير تأكيد بحثي أو علمي, عن ارتفاع قيمة المخالفات و(تدبيلها) إضافة إلى حدود السرعات ونقص حملات التوعية (الإعلامية - المرورية), ووصل مستوى المعارضة والرفض حده الأقصى (مع مزيد من الأسف والندم) إلى (القتل والاعتداء على موظفي ساهر (كما حدث في القويعية) وغيرها من المدن السعودية). لابد أن نعترف يا سعادة العميد, أن أي نظام مهما كانت نسبة (%) فوائده أكثر من أضراره, أو العكس لابد أن نجد له (إيجابيات وسلبيات - مؤيدون ومعارضون) ولكن يجب أن تتوقف حالة (الاعتداءات) و(القتل) لأنها تنحدر تحت مظلة (الإرهاب) الذي ودعته مملكتنا منذ زمن طويل. ولكن ماذا لو أردنا أن نكون (معتدلون) أو (وسطيون) (بين.. بين) في تحليلاتنا لخدمة ساهر وقلنا: «يجب أن تكون هناك توعية من جانبكم بأن ساهر هو (لردع وتوعية المواطن والمقيم بنظام المرور) وليس للتحصيل فقط، وماذا تم في (المحاكم المرورية) التي تتيح للمخالف شرح وضعه, وان كان على حق (تسقط الغرامة).. وتكون هناك أيضاً رحمة للفقراء والعاطلين عن العمل.. وهذا معمول به في الكثير من دول العالم. أعجبتني رسالة وصلتني على بريدي الإلكتروني يتساءل صاحبها قائلا: «ماذا (نخسر) أو (نكسب) لو التزمنا بسرعة المرور؟ ويجيب عنها شخصيا وذلك بجمع كلمتي (نخسر + نربح = أرواح شبابنا وسلامتهم).. نعم خسارتنا وربحنا هم شبابنا. صديق آخر أرسل إلي سؤالا إيجابيا يقول فيه: «ماذا لو سألنا طوارئ المستشفيات قبل تطبيق نظام ساهر وبعده»؟ أخيراً, سعادة العميد, لدي سؤال طلب مني الكثير أن أوجهه لكم: «هل المخالفة التي تحسب على (السيارة المخالفة), تحسب أيضاً على السيارة التي خلفها, ونقصد أمام كل إشارة مرور عدة كاميرات تلتقط المخالف من كل جهة, لكنها تستمر في التقاط الصور حتى للسيارات التي خلف السيارة المخالفة, فيشعر السائق غير المخالف أنه أيضاً وقع في مخالفة! هل ما أقوله واضحاً؟ لأني شخصيا حصلت على (3) مخالفات في شهر واحد دون أن أقوم بأية مخالفة. - الرياض [email protected]