في عام 2004 م قرر الإعلام بتسمية ما حصل «انه فضيحة» حينما أدلى رئيس «الكلية الملكية للأطباء» في لندن، فقال: «إننا سوف نؤنث الطب وأضاف أن مهنة الطب كان يسيطر عليها الذكور البيض» بالطبع يتحدث عن بريطانيا.. هذه الفضيحة أثارت عناوين إعلامية تشير إلى أن تأنيث الطب سوف يؤدى إلى إضعافه... تقرير ثان من «الكلية الملكية للأطباء» يدل على أنه بحلول عام 2017م سوف تكون معظم القوى العاملة الطبية نسائية.. لوعدنا للماضي لتذكرنا أن «إليزابيث غاريت أندرسون» كانت أول امرأة تتخرج من كلية الطب كأول طبيبة في بريطانيا وكان عام 2011م يصادف ميلادها 175.. ولكن الصحافة قد أطلقت القلق بسبب ارتفاع عدد الطبيبات بدلاً من الاحتفال بمناسبة 175 عام، وقامت برصد عناوين تحذر الجميع من تدهور مستقبل الطب لكثرة الإناث خاصة التخصصات الحرجة. نحن في عصر المساواة بين الجنسين في كثير من المجالات العلمية والفلسفات الشخصية هذا يترك الإجابة لأسئلة صعبة هو وجود عدد كبير جداً من الطبيبات يدل على ممارسات طبية سيئة. كما بنت الاحصائيات ان عدد الطبيبات يتجاوزن عدد نظرائهن من الذكور في غضون السنوات الأربع القادمة. كما تبين البيانات التحاق الذكور لكليات الطب تضاعف على مدى العقود الأربعة الماضية بينما يزداد عدد النساء 10 أضعاف. ويعني هذه الزيادة تشكل النساء الأغلبية في الحقل الطبي في المملكة المتحدة، مع معدلات القبول للنساء 56 في المائة في عام 2010م. في الوقت الحالي 28 في المائة من الاستشاريين هم من الإناث وسوف تتزايد إلى 55 في المائة من قوة العمل. إذا تأنيث الطب حقيقة واقعة. هيمن الرجل في المجال الطبي في 500 سنة الماضية ولكن بمجرد تفكير المرأة في القبول تبدأ تسيطر على المهنة مع أن رعاية المرضى كان مسؤولية الرجل وأصبحت وظائف مرموقة وأساسا لسلطة والتحكم التي أحبها الرجال. المرأة أصبحت استشارية وتواصل طريقها للمساواة في مجال الطب، وعلى الرغم من المخاوف التي تروجها وسائل الإعلام، يمكن أن يؤدي المزيد من النساء في المهن الطبية إلى الممارسة أكثر أماناً. ويبيّن احصائيات الشكاوى الواردة للتقييم السريري أن النساء أقل عرضة لجلسات قضائية من الرجال وذلك بسبب ان المرأة تتخذ نهجا أكثر حذراً في العناية والرعاية الطبية. إضافة إلى اختيار الرجل للتخصصات الأكثر خطورة. هل هناك تفضيل من الرجل والمرأة المرضى للجنسين من الاطباء وتبيّن البحوث في هذا المجال تفضيل الذكور للأطباء الذكور أقوى من تفضيل الإناث للإناث. أن «الطب ليس مهنة للمساواة بين الجنسين». ومع ذلك نشرت النتائج في تقرير من تسليط الضوء على لجنة حقوق الإنسان والمساواة بين تقدم المرأة في مجال الطب. في المملكة العربية السعودية لا يوجد تقارير منشورة عن الأعداد إلا أن نسبة القبول في كليات الطب ازدادت من 25% من عدد القبول إلى 50% في العشرين السنة الماضية.. كما أن بعض التخصصات يندر فيها العنصر الرجالي مثل تخصص أمراض النساء والولادة وبعض التخصصات كانت مقتصرة على الرجال مثل الجراحة العامة والمسالك البولية إلا أن اليوم لا يوجد أي تخصص مقتصر على الرجال. (*) أستاذ علم أمراض النساء والولادة - كلية الطب - جامعة الملك عبد العزيز بجدة