لو نطالب هيئة الدواء والغذاء بالرد على كل تساؤلاتنا بخصوص سلامة الأدوية والأغذية، فإنها ستقول بأن تحقيق مثل هذا المطلب سيكون مستحيلاً. وأنا أسأل الهيئة: لماذا يستحيل على مؤسسة أوكلتها الدولة بمراقبة الأدوية والأغذية، أداء مهامها بالشكل المأمول من قبلنا؟! اليوم، يأكل أطفالنا وشبابنا أنواعاً من الأغذية لا حصر لها. هذه الأغذية تسمح الدولة بتسويقها في المطاعم وفي الأسواق. وتسمح وسائل الإعلام بالإعلان عنها، على أساس أنها أغذية شهية وصحية. وأخيراً فإن الهيئة المعنية بالإعلان عن سلامة وعدم سلامة الأغذية، تقف متفرجة على هذه المجازر الغذائية التي تحصد أجساد أبنائنا وبناتنا! في بعض الصحف والمنتديات المتخصصة، يقرأ الناس أن بعض الأغذية الآسيوية التي يستهلكها الأطفال والشباب بكثرة، نتيجة علاقتهم اليومية مع العاملات المنزليات، هي عبارة عن عظام مطحونة لحيوانات ميتة، وأن أغذية أخرى هي عبارة عن مواد مخلوطة لبقايا الأجهزة الهضمية والجلد وخلافه، وأن أغذية ثالثة تُقدم على أساس أنها همبرقر طازجة أو بيتزا منزلية، لكن مكوناتها عبارة عن أشباه لحوم وأشباه أجبان، معدلة كيميائياً. في النهاية، من لهؤلاء المستهلكين، إذا تركت وزارة التجارة ووزارة الصحة والجمارك وهيئة الغذاء والدواء، حبل السوق على الغارب!