سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اليوم .. انطلاق الانتخابات البرلمانية لاختيار 50 نائباً من بين 286 مرشحاً الحياة السياسية في الكويت ما بين مطرقة التعصب القبلي والطائفي وسندان الإصلاحات
تنطلق اليوم الخميس في الكويت الانتخابات البرلمانية، حيث سيتوجه غدا أكثر من 400 ألف ناخب أكثر من نصفهم من النساء لاختيار ممثليهم في المجلس الرابع عشر في تاريخ الحياة النيابية في الكويت، حيث سيتم اختيار 50 نائبا في البرلمان من بين 286 مرشحا في خمس دوائر بينهم 23 امرأة. هذه الانتخابات تختلف كثيرا عن سابقتها فقد جاءت عقب احتقان سياسي امتد للساحات في مطالبات بإقالة الحكومة وحل مجلس الأمة وانتهى باقتحام البرلمان في سابقة لم تحدث في تاريخ الكويت. ويعلق محمد الرميحي أستاذ الاجتماع السياسي بجامعة الكويت على الانتخابات قائلا «السخونة بسبب عدم التنبه لعمل إصلاحات حقيقية في نظام الانتخابات والتي تحتاج إلى تعددية سياسية إضافة إلى صندوق الانتخاب لذا ظهرت التعددية من خلال الطائفة والقبيلة وتدني الخطاب السياسي بسبب المصالح الضيقة.» ومنذ انطلاق الحملات الانتخابية شهدت الساحة السياسية صراعا محموما بين التيارات المختلفة ومجموعات المستقلين والمجموعات التي اختارتها القبائل من خلال الانتخابات الفرعية التي يحرمها القانون. فقد شهدت الانتخابات استقطابا كبيرا بين طوائف في دوائر انتخابية وظهرت اتهامات لبعض المرشحين بشراء الأصوات وتقديم هدايا نسائية مثل العطور والحقائب غالية الثمن. وقدمت مفوضية الشفافية الكويتية لرقابة الانتخابات تقارير موثقة لوزارة الداخلية عن عمليات شراء أصوات في هذه الانتخابات. وتطورت الأحداث مساء الثلاثاء حيث نظم شبان احتجاجا على تأييد قناة سكوب التي تملكها الكاتبة فجر السعيد للمرشح الجويهل وانتقادها لشخصيات معارضة منها أحمد السعدون رئيس مجلس الأمة الأسبق والمرشح المحتمل لرئاسة المجلس القادم لكن قوات الشرطة استطاعت السيطرة على الوضع وتفريق المحتجين. كما تحركت مجموعة أخرى من شبان إحدى القبائل إلى قناة الوطن أثناء حديث مباشر للمرشح نبيل الفضل الذي وجه أيضا انتقادات حادة لشخصيات معارضة وحاولت اقتحامها إلا أن الشرطة سيطرت على الأمر. وقد اتخذت الحكومة الكويتية الإجراءات اللازمة لتأمين العملية الانتخابية ، فيما يتحدث المراقبون عن تغيير يصل إلى 50% من المقاعد وعودة عدد ليس قليل من النواب السابقين وظهور تحالفات سنية مقابل تحالفات شيعية في بعض الدوائر. وتركز الحركة الدستورية وهي الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في الكويت على إيصال أكبر عدد من مرشحيها بالتحالف مع تيار السلف لمحافظة على التمثيل الاسلامي في البرلمان المقبل. إلا أن الجميع مطمئن إلى شفافية ونزاهة العملية الانتخابية من خلال الصناديق الزجاجية حيث يجري الفرز أمام الجميع وينقل على الهواء مباشرة. ويأمل الكويتيون أن تكون هذه الانتخابات بداية لعودة الاستقرار إلى الحياة السياسية وانطلاق عملية التنمية بعد فاصل من المشاحنات السياسية والأزمات.