دمشق- عواصم- نيويورك (الأممالمتحدة)- وكالات واصل مجلس الأمن الدولي اجتماعاته بعد ظهر أمس الأربعاء بتوقيت نيويورك على مستوى السفراء لنقاشات صعبة حول مشروع قرار يندد بالقمع في سوريا في حين تقرر عقد الاجتماع الطارئ المستأنف لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية لبحث الأزمة السورية يوم 11 فبراير الحالي بالقاهرة. وأعرب عدد من الدبلوماسيين عن تشاؤمهم إزاء فرص إقناع روسيا والصين بالموافقة على مشروع قرار توافقي قبل نهاية الأسبوع الحالي رغم الدعوات بهذا الصدد التي وجهها عدد من وزراء خارجية الدول الأعضاء في مجلس الأمن الثلاثاء, غير أن روسيا حذرت أمس من أنها مستعدة لاستخدام حقها في النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي ضد أي مشروع دولي حول سوريا تعتبره (غير مقبول) معتبرة أخذ الدول العظمى خطوطها الحمراء بشأن سوريا في الاعتبار أمراً مشجعاً. وقال السفير الروسي لدى الاممالمتحدة فيتالي تشوركين اذا كان النص غير مقبول، فسنصوت ضده علماً أن تصويت روسيا ضد أي نص في مجلس الأمن يعادل استخدامها حق النقض. وأضاف السفير الروسي (لن نسمح بأي نص نعتبره خاطئا ومن شأنه ان يؤدي الى تفاقم النزاع. لن نسمح بتبنيه، نقولها بصراحة لزملائنا). ووسط هذه التحركات الدبلوماسية الحثيثة حضت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون الاربعاء اعضاء مجلس الامن الدولي على تحمل مسؤولياتهم والتحرك من دون تأخير لوضع حد لاعمال العنف في سوريا. وقالت اشتون في بيان (ينتابني شعور بالرعب ازاء الوضع في سوريا حيث يواصل النظام حملة القمع الشائنة التي لا ترحم ضد الشعب السوري). وقالت: (لقد حان الوقت لكل اعضاء مجلس الامن الدولي لكي يقفوا الى جانب الشعب السوري) مذكرة بان الاتحاد الاوروبي يدعم مبادرات الجامعة العربية (لوضع حد للازمة) في سوريا. وواصلت قوات النظام السوري امس الحملات الأمنية التي تشنها على مناطق الاحتجاجات كما تجددت الاشتباكات بين القوات الحكومية والمنشقين عنها ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 56 شخصا. وقال ناشطون سوريون إن 20 شخصا على الأقل قتلوا أمس على أيدي قوات الأمن في ريف دمشق بالقرب من العاصمة السورية بينهم ستة من المنشقين عن الجيش. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن قوات عسكرية خاصة تشن حملة عسكرية منذ صباح امس في وادي بردى بريف دمشق حيث اقتحمت الوادي من جهة قرية بسيمة ودارت اشتباكات بين القوات النظامية ومجموعات منشقة قتل خلالها ستة من المنشقين وانشق على اثر الاشتباكات نحو 30 عسكرياً. وفي حمص قتل ثمانية أشخاص على الأقل خلال إطلاق القوات النظامية النار في عدة أحياء بالمحافظة. كما دارت اشتباكات في حي الصفصافة بين مجموعة منشقة والقوات العسكرية النظامية وقتل ما لا يقل عن خمسة عشر من القوات النظامية. وفي مدينة حماة خطف احد عشر زائراً ايرانيا جديداً في كما ذكرت وكالة الانباء الايرانية الرسمية أمس موضحة ان عملية الخطف هذه ترفع الى 29 عدد الايرانيين المخطوفين في سوريا منذ ديسمبر.واعلن قنصل ايران في سوريا عبد المجيد كامجو بحسب ما قالت الوكالة ان (11 من الزوار الايرانيين خطفوا في مدينة حماة) (وسط). واضاف ان مسلحين يحاولون اغتنام وجود الزوار ليدفعوا الى الاعتقاد ان ايران ترسل قوات الى سوريا لكنها حجة واهية. إن كل الايرانيين المخطوفين حتى الآن مدنيون). وفي هذه الأثناء نفت مصادر مطلعة بمطار القاهرة أمس ما تردد عن وصول بعثة المراقبين العرب من سورية بعد إنهاء عملها هناك بينما أكدت وصول رئيس البعثة من سورية لتقديم تقرير حول آخر التطورات وقضاء إجازة خاصة عدة أيام في السودان. وقالت المصادر إن الفريق أول الركن محمد أحمد مصطفى الدابي رئيس البعثة وصل القاهرة ثم توجه إلى السودان في إجازة خاصة عدة أيام لحين صدور القرار الخاص بشأن البعثة علي ضوء المناقشات الحالية بمجلس الأمن واجتماع اللجنة المعنية بسورية الأسبوع القادم.