(مهرجان الجنادرية) محل اعتزاز كل مواطن في المملكة العربية السعودية لأنه في كل جانب مشرِّف من جوانبه المضيئة يمثل المرآة الشفافة الأرقى والأعز لكل ثقافة أبناء الوطن حاضرة وبادية من كل (المناطق والقبائل السعودية) منذ وحَّد الوطن مؤسسه الفذ الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن - طيب الله ثراه وجزاه عن أبناء الوطن من كل جيل خير الجزاء - بل إن هذا المهرجان المشرِّف ذا صلة ورابطة عميقة باللحمة الوطنية الذي هو (جزء لا يتجزأ منها) لكل الأسباب الغالية على النفوس مجتمعة، والثراء المتنوِّع لهذا المهرجان مزيَّة يختص بها دون أي مهرجان أو مسابقة أخرى لا ترتقي لشموخه السامي من كل زوايا المآرب والأهداف الأتفه والأقل شأناً من توثيقها في مثل هذا الطرح (الوطني المشرف)، وفي إضاءة عابرة أو إطلالة مقتضبة يحار المتطرِّق إلى أي شأن لا يقل عن شأن ينافشه في مستوى أهميته ليتحدث بفخر ورأس مرفوع إلى عنان السماء في كل ما من شأنه العزّة. أولاً: الجانب الوطني: إن اجتماع كل من يمثلون أبناء المملكة العربية السعودية حاضرة وبادية من كل أبناء المناطق والقبائل في (زمن محدد ومكان ثابت) في كل عام بشكل له (طابعه الرسمي وهو مهرجان الجنادرية) على كل الصعد الثقافية، والأدبية، والتراثية، بكل ألوان طيفها وتنوّع شموليتها أمر بلا شك يعكس طابع اللحمة الوطنية الأصيلة وفيه من امتزاج الثقافات وتبادلها ما يجعل لأبناء الوطن الكريم فرصة لا تتكرر في أي مهرجان أو مناسبة أخرى وهذا بتوثيق وانطباعات الجميع باختلاف ألوان طيف معرفتهم التي تصب في وحدة القلوب والولاء والوفاء لولاة الأمر الكرام وهم رمز وقادة جغرافيا الوطن وتاريخه المشرف. ثانياً: الجانب الاجتماعي: يكرِّس المهرجان في (الجيل الناشئ العصامية) حين ينقل لهم بصورة جليّة حيّة ما كان عليه الآباء والأجداد وكيف أنهم حاربوا على الرغم من التحديات الاقتصادية وشظف العيش الفقر بإباء وشموخ وعزة تُحتذى ويُقتدى بها وهذا ما أمر الله سبحانه به ونبيه ورسوله - صلى الله عليه وسلم - كذلك فإن الزوَّار للمهرجان من (خارج الوطن والمقيمين) يدركون أن الشعب السعودي ليس اتكاليا أو مُرفَّها أو غير منتج بل عصامي لأبعد مدى بدليل أنه امتداد لآباء وأجداد (صنعوا الظروف ولم تصنعهم) والأدلة المشرِّفة المتنوّعة ذات الدلالات الهادفة في عمقها تغني عن الخوض والإسهاب في الأمور التي لا تغيب عن فطنة كل منصف. ثالثاً: الجانب الأدبي والثقافي: لن أتحدث هنا عن عناصر الأدب الشعبي (القصة، والمثل، والشعر) فكل منها على حدة قد قُدِّمت وخُدِمت وتقدّم (بإنصاف لثقافة الوطن وبتنظيم دقيق بشهادة الجميع) وهو ما يحسب - لكل القائمين - على مهرجان الجنادرية على كل الصعد، كذلك فإن تراث الوطن من شتّى فنونه، (وما صنعته أيدي أبنائه وبناته من كل أرجاء الوطن ومناطقه حاضرة وبادية) هو أمر ماثل للأعين في هذا المهرجان الرسمي المشرّف، أما على الجانب الثقافي الآخر، فمما يحسب للجنادرية منذ أكثر من ربع قرن ما يميز قامات ضيوفها الثقافية من علماء وأكاديميين وأعلام متفرّدين في مجالهم مما أكسب هذا المهرجان طابع (العالمية) الذي لا يقف عند الحدود المحلية أو العربية والإسلامية، لأن (الأمم في تسابق ثقافي ومعرفي ضمن أطر الوئام الراقي الهادف) الذي طالما اقترن بأسماء قامات الرجال الكرام القائمين على هذا المهرجان المشرف وعلى رأسهم سيدي رئيس الحرس الوطني صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز أطال الله عمره وأدام عزه، ومتابعة معالي نائب رئيس الحرس الوطني المساعد الشيخ عبد المحسن بن عبد العزيز التويجري - حفظه الله -.