تتحفنا القناة الرياضية السعودية يوما بعد آخر بعدد من المفاجآت التطويرية للارتقاء بذائقة المشاهد الرياضي وجذبه نحو التسمر أمامها من خلال مخرجين عالميين وكاميرا عنكبوتيه ومذيعين ميدانيين واستوديوهات تحليلية وغير ذلك الكثير؛ ولكن يبقى الأهم وهو التعليق الرياضي الذي بات في الفترة الأخيرة موضوعا شائكا متداولا عند الجماهير على اختلاف ميولها وعشقها وألوانها؛ فليس المهم الأسماء التعليقية المستقطبة وتاريخها الطويل فالأهم هو دقة الوصف وجمال الصوت وحسن التعليق وسرعة البديهة وعدم الخوض في مالا يعني المعلق وفوق ذلك كله الإنصاف وترك الميول؛ فما نسمعه الآن هو إرث تعليقي قديم من خلال الصراخ وسرد معلومات إحصائية وطرح رؤيا فنية خاطئة وتغاضٍ عن بعض الأحداث والتركيز على ماهو أتفه منها بحكم التعصب المقنع وسلب أبسط حقوق المشاهد؛ وما حدث في لقاء الهلال والنصر في ربع نهائي مسابقة كأس سمو ولي العهد الذي انتهى برباعية زرقاء مقابل هدف أصفر سمعنا تعليقا باهتا من المعلق الإماراتي عدنان حمد لم يواكب الحدث كما يجب ولم ينصف الهلال ولم يأخذ الزعيم جزءا من حقه التعليقي وكان التصنع باديا من نبرة الصوت؛ لكن ذلك لم يغير نتيجة اللقاء وأحداثها بدليل مانثره لاعبوه من إبداع في الملعب تاركين الوصف والتعليق للمنصفين من المتابعين والجماهير الواعية التي لم تعد تعترف بالمعلقين أصحاب الأهواء المكشوفة وبات لديها قدرة على التمييز؛ وتنادي الجماهير الآن في كافة المنتديات وفي وسائل التواصل الحديثة مع احتدام التنافس في المسابقات أن يكون هناك قناة صوتية ثانية وأن يتم اختيار المعلق بحسب كفاءته ومقدرته وثقافته وأن لايكون لعوامل السن والتاريخ والصوت الرخيم دور في تحديد معلق كل لقاء، مناشدين بذلك مساعد وزير الثقافة والإعلام والمشرف العام على القناة الرياضية صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن سلطان الذي أحدث نقلات نوعية في القناة ولكن مايزال هناك بعض القصور في الجانب التعليقي الذي يستحق وقفة عاجلة من سموه تعيد للتعليق هيبته وتعيد للجماهير ثقتها في المعلقين.