أكتب رسائل عشق لحبيبتي السمراء أعانق سماءها المثقوبة بالشمس أفرش لها حقلاً من زهر الليمون أعلق فوق سقوف مآذنها نجمة وهلال أرسم لها على كفي نصف الدنيا ... أسكنها غابة حنَاء أسكبها ماء ورد طائفي أعانقها .... أقبلها ... أمد لها جسراً بين قلبي وخاصرتي أيتها الصغيرة الجميلة ... أضاجع أشواقي أختلس من أحلام يقظتي صورتك ألونها ... أكتب حلف الصورة سطر ... أو ربما سطرين تنداح على خدي ... دمعة .... أو دمعتين أنادي في الفضاء السحيق فلا يرد صوت ولا صدى أعاود النداء ... فيرتد الصدى إلى صدري مرتين أيتها الغريبة في اغترابها يلوح لي من سناك وردة وقمر وبحرك المسترخي فوق رابية الوقت ونسمات صوتك القادم من تجاويف الأرض ليقول لي أني رفيق لياليك ... وبأنني آخر العاشقين القادمين إلى شواطئك ... وأقد كنت ول الراحلين يا زمان وصلها المصلوب على أجنحة الغربة مارست كل طقوس العشق ... فلم أعشق ما رست خطيئة البعد والجحود ففقأت عيني الحقيقة التي لم أكن أدركها لقد اكتشفت يا صغيرتي السمراء إن حماقات البعد والغربة ... كانت خطيئتي الأولى وإن النسيان إثم نرتكبه في حق حبيباتنا السمراوات وأيقنت يا وردة المدائن أن الورود لا يمكن لها أن تتنفس خارج بساتينها وأن العصافير لا يمكن لها ان تمارس فضيلة الحب خارج أعشاشها وأن العين ... يا حبيبة عيني لا يمكن لها أن تبصر في العتمة إلا وجه القمر وخد نجمة ووجهك أنت ... أحبك كثيراً ... أيتها السمراء وأعتذر منك «البستاني»