أصبح الحاسب الآلي الذي ترتكز عليه مركبة ما يسمى «عصر السرعة من أهم الأدوات التي نتعامل معها في وقتنا الحاضر، فهو كالأكسجين في حياتنا اليومية، أو أكثر من ذلك نتيجة تأثيره جليا على في حياتنا». حيث نرى هذا التأثير من هذا الجهاز على فئات كثيرة من مستخدميه في المجتمع، خصوصًا الذين يعتمدون على المعلومة بشكل ش مرسوم ومرئي ومسموع كالمهندسين والأطباء والمعلمين. وأيضًا الأدباء والفنانون والموسيقيون نتيجة قدرة الكمبيوتر التي تحاكي واقع حياتهم وأعمالهم ومعطياتها. وكوني فنانًا تشكيليًّا وأكاديميًّا متخصصًا في علوم الحاسب، أعرف يقينًا كيف تأثر التشكيليون بهذا الجهاز الذكي، حيث نَعُدُّهُ أداة تشكيلية حديثة، وإن اتفقتم معي فمثله مثل الريشة والألوان أو حتى الكانفس أيضًا، فهو كل تلك الأدوات في آن معًا. هذه الأداة الفنية الحديثة قد تعامل معها ألكثير من الفنانين الرقميين ، فأصبحوا أكثر استيعابًا لها من غيرهم؛ وذلك لسبب بسيط هو أن الفنان يمتلك بعقليته (أيقونة) الخيال الواسع وخاصية استعمال الأشياء المحيطة به لفنونه. فهو يساعد الفنان ليرتقي بالقدرة الفنية والإبداعية، ويسهل عليه الاحتكاك بغيره من الفنانين من بني جلدته أو حتى من حضارات أخرى. فالجيل الجديد من الفنانين استوعبوا الكمبيوتر استيعابًا شاملاً، بل إن كثيرًا منهم عَشِقَ هذه الأداة الفنية إلى حد النخاع، إلى درجة أن حياتهم أصبحت رقمية بكامل تعاملتها. أَوَدُّ أن أسوق قصة حدثت لي مع أحد تلاميذي، حيث كنت أشرح أحد دروس الحاسب الآلي فأغضبني، وتوقفت عن الشرح ورحت أوبِّخ هذا التلميذ اللامبالي، فتدخل تلميذ آخر وقال لي: «يا أستاذ عطه اقنرد»، فقلت: ماذا تقصد «اقنرد»؟ فقال: يعني « لا تلقي له بال «، فأكملت الدرس وأنا أتساءل: من أين أتى بكلمة «اقنرد»؟ وبعد التمحيص والسؤال اكتشفت أنها إحدى كلمات اللغة الانجليزية Lgnored تستخدم بجهاز الألعاب (بلاي ستيشن) قد حَوَّلَها هذا الجيل إلى مصطلح يتعاملون به في حياتهم اليومية. الشاهد هنا ..هل نحتاج يومًا ما إلى مترجم بيننا وبين أبنائنا؟ وهل بمقدروك عزيزي القارئ أن تكتب ب (الماوس) على شاشة الكمبيوتر اسمك بالشكل السلس والسرعة المطلوبة كما تكتبها بالقلم والورقة، بعد أن تجرب اسأل نفسك: أيهما أسهل الرسم بالكمبيوتر أو الرسم على الورق وغيرها..؟!!