ينتظر رئيس الاتحاد السعودي لكرة اليد عبدالرحمن الحلافي اختباراً آخر خلال الأيام المقبلة بعد نجاحه في أكثر من محطة ماضية.. ولعل هذا الاختبار سيعد أهم اختبار للرئيس الذي لم يمضِ الكثير منذ استلامه لرئاسة الاتحاد، إلا أنه حقق الكثير من الإنجازات التي تضاف لرصيده وتثبت رغبته الجادة في تطوير اللعبة التي تعد من أهم الألعاب الجماهيرية في المملكة بعد كرة القدم، نظراً لما تحظى به من جماهيريه واسعة، وللتاريخ العريق للمملكة في هذه اللعبة التي تمكن فيها المنتخب الوطني من الوصول لكأس العالم خمس مرات. ومن أبرز المحطات التي من الممكن الوقوف عليها هي حرصه الكبير على إرضاء الأندية بعد فترات متفاوته من الاختلاف مع الاتحاد خصوصاً في جوانب التحكيم، وهو ما حرص الحلافي على تطويره أكثر من خلال إشراك الحكام الخليجيين في بطولة النخبة الأخيرة، إضافة لتحذير وإنذار الحكام ذوي الأوزان الثقيلة.. وبالرغم من هذه الخطوة إلا أن الوقت لا يزال مبكراً على جني الثمار كما أن إرضاء الأندية غاية لن تدرك.. ولأن الرجال تعرف عند المواقف فقد برهن بشجاعة عن عزمه في نهوض اللعبة من جديد عندما طوى صفحة الماضي وبادر لترطيب الأجواء مع الاتحاد الآسيوي للعبة، بعد فترة جفاء وقطيعة وهي مبادرة جريئة وطيبة تحسب له، عادت بعدها الأوضاع أفضل مما كانت وهو نجاح آخر. مكتسبات التقارب مع الاتحاد الآسيوي وإنهاء تراشق الاتهامات بدت واضحة كالشمس في رابعة النهار وفي أصدق تجلياته عندما حاز الاتحاد السعودي على شرف استضافة أهم بطولتين للعبة في آسيا؛ وهما: كأس آسيا للأندية الأبطال والتي أقيمت بالدمام.. وكأس آسيا للمنتخابات، والمؤهلة لكأس العالم.. والتي تقوم لجانها بوضع اللمسات الآخيرة فيها الآن. نجح أبطال نادي مضر السعودي في تحقيق بطولة آسيا للأندية وبالتالي تأهلوا لكأس العالم للأندية رغم كل الصعاب التي واجهتهم لم يكن أعظمها تجنيس الفرق المنافسة للاعبين، وكان سبب الوصول لهذا الإنجاز الذي يسجل للعبة بالمملكة اتحاد اللعبة كما يسجل لنادي مضر هو العزيمة والإصرار لبلوغ هذا الهدف إضافة للدعم والرعاية الكبيرة التي تلقاها مضر من قِبل مسؤولي الرياضة في الدولة ومن الحلافي بالتحديد كما يرى المسؤولون في النادي. الإنجاز لابد ألا يتوقف عند تأهل مضر بل لابد أن يكرر منتخبنا الوطني ما فعله مضر وهذا هو الاختبار الأهم الذي سيمر فيه رئيس الاتحاد بأن يعبر بالمنتخب محيط أهم بطولة آسيوية، ويصل به لأهم بطولة عالمية في اللعبة. الاستعدادات كانت أكثر من جيدة إذا ما عرفنا أن المنتخب قد أنهى للتو أقوى معسكراته في تاريخه في فرنسا إضافة للتكوين الإداري المحكم الذي كان من أبرز علاماته إعادة عضو المكتب التفيذي للاتحاد الآسيوي وثعلب كرة اليد الآسيوية نصر هلال للإشراف المباشر على المنتخب، خصوصاً إذا ما علمنا أن هلال كانت له يد طولى في وصول المنتخب لكأس العالم أكثر من مرة في الفترة الذهبية للمنتخب والتي كان محمد المطرود رئيساً للاتحاد السعودي فيها. إننا أمام تحدٍّ حقيقي وصعب والخروج منه بإنجاز أمام منتخبات كبيرة لم تأت إلا للتأهل لكأس العالم ككوريا واليابان وقطر يعد حلماً ينتظر السعوديون أن يحققه الحلافي ليواصل بعد ذلك مشواره لعودة كرة اليد بالمملكة لزمنها الجميل. أيها الرئيس واصل.. فالأبطال لا تهاب الصعاب، وكرة اليد السعودية لا مكان لها إلا ما بين الأبطال.