يستعد المنتخب السعودي لكرة اليد لتسجيل إنجاز جديد وفريد في اللعبة بالتأهل إلى نهائيات كأس العالم 2012، حيث تستضيف جدة البطولة الآسيوية الخامسة عشرة للرجال (تصفيات كأس العالم 2013 بإسبانيا)، حيث وقع المنتخب السعودي في المجموعة الأولى إلى جانب البحرين وقطر وأوزبكستان، وستكون أولى مواجهاته أمام البحرين غداً، وسجلت كرة اليد السعودية حضورا لافتا خليجيا وعربيا وقاريا وصولا للتظاهرة العالمية الكبيرة وهي طرق أبواب نهائيات كأس العالم خمس مرات، ولعل هذا الإنجاز الفريد جعل كرة اليد في السعودية هي اللعبة الشعبية الثانية، وهي اللعبة الأكثر وصولا لنهائيات كأس العالم ما بين الألعاب الجماعية المحلية. وتشكلت لكرة اليد السعودية قاعدة جماهيرية كبيرة، واستحوذ الأهلي والخليج في 20 سنة وتحديدا من العام 1985 و1999م على البطولات، ومع دخول الألفية الثالثة تغيرت الأمور، فأصبح النور بطلا والوحدة بطلا ومضر بطلا، ونجح الاتحاد الحالي برئاسة عبدالرحمن الحلافي في توسيع قاعدة التنافس بين الفرق الكبيرة، فدخل فريق مضر منافسا عن الألقاب كذلك، بدليل أن المنافسات المحلية توزعت على الفرق الكبيرة دون أن يتمكن أي فريق من تحقيق بطولتين في موسم واحد، وهذه المعادلة تعطي الانطباع السائد أصلا في الساحة الرياضية المحلية أن منافسات اليد مثيرة للغاية. وسجل الاتحاد السعودي بقيادة الحلافي نجاحا جديدا في الموسم الماضي عندما فاز مضر بلقب القارة الآسيوية، وهي حالة جديدة لكرة اليد السعودية في بطولات القارة للأندية، وكان هذا الحلم قد تبخر لسنوات طويلة بسبب ظروف البطولات الآسيوية لكرة اليد. وخاض المنتخب السعودي سلسلة من المعسكرات الداخلية والخارجية على فترات متقطعة تحت إشراف المدرب الدنماركي إيريك، ثم غادر إلى فرنسا وأقام معسكرا خارجيا قرابة ال 20 يوما ولعب فيه العديد من المباريات الودية قبل أن يعود إلى جدة التي تستضيف التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2012 في إسبانيا، وستكون الانطلاقة يوم الخميس المقبل. ويؤكد النقاد أن وصول أخضر اليد للدور الثاني من المسابقة في متناول اليد خصوصا عندما يكون لاعبيها في جهوزيتهم المعروفة عنهم، والمحطة الأهم لهم ستكون في الدور الثاني لوجود كوريا الجنوبية في طريقهم وربما اليابان، وإذا نجح الأخضر ووصل للدور نصف النهائي فإن وصوله للمباراة النهائية ليست صعبة، لأن من يتأهل لدور الأربعة من المجموعة الثانية في دور ربع النهائي لن يكون أقوى من الناحية الفنية والعناصرية من المنتخب السعودي. ويملك الأخضر السعودي العديد من لاعبي الخبرة يتقدمهم الحارس مناف آل سعيد وبندر الحربي وأحمد الينبعاوي، وهذا الثلاثي شارك تقريبا في جميع المحطات التي لعب فيها المنتخب السعودي في نهائيات كأس العالم. وتعد هذه التصفيات تحديا جديدا لكرة اليد السعودية لا سيما أنها تمر بمنعطف التجديد لوجود وجوه شابة تمثل السواد الأعظم من التشكيلة التي تخوض غمار التصفيات.