في يوم الاثنين الموافق 29-2-1433ه ودعت محافظة الرس أحد أبنائها الفضلاء ورجالاتها الأوفياء سليل الشهامة والمروءة والنخوة والتواضع الشيخ عبدالرحمن الزيد العامر.. حث اختطفته يد المنون في حادث مروع مع زوجته الفاضلة -أم عبدالعزيز- الذي رافقته حياً وميتاً.. ولقد شعر الجميع بعظم الفقد ولوعة الفراق برحيلهما بهذا الحادث الجلل فلا حول ولا قوة إلا بالله.. لقد عرفت الفقيد الغالي منذ زمن طويل كعضو فاعل من أسرة كريمة من أسر الرس العريقة -عائلة الزيد العامر- تضم نخبة من الأخيار وفي مقدمتهم والده زيد العامر وإخوانه محمد وحمد وصالح وعامر وإبراهيم وكلهم سبقونا إلى دار البقاء وأشهد الله أنهم مذكورون بكل خير وعلاقتهم مع أبناء محافظتهم علاقة صافية يسودها الحب والوفاء والصدق.. لذا فقد شعرت بصدمة أليمة عندما سمعت بوفاته حيث انتشر خبر رحيله في لحظات معدودة داخل الرس وخارجه وتقاطر للصلاة عليه والمشاركة بدفنه خلق كثير غص بهم الجامع الكبير الذي تمت الصلاة فيه على جثمانه الطاهر، فقد كان وقد أفضى إلى ما قدم لعمر علاقته مع محيطه الذي عاش فيه علاقات وطيدة حميمة يسودها الحب والوفاء حيث حباه الله بالأخلاق الفاضلة والصفات الحميدة وكان صاحب نخوة وفزعة.. وأسرة الزيد عموماً من واقع ما أرى وأسمع ومنهم فقيدنا الغالي من النادر جداً أن تجد لهم خصوماً أو أعداء بل يتركون الكثير من حقوقهم ويتنازلون عنها خشية الإحراج وحرصهم على صفاء علاقتهم وسمعتهم عند الآخرين.. لقد عرفت من قبله أخاه عامر الزيد طيب القلب لا يمل مجلسه أو حديثه لوداعته وظرفه وكرمه، وعرفت أخاه حمد الزيد أنموذج الرجل الصالح الصادق في حسن تعامله وعلاقته وحرصه على إصلاح ذات البين وجمع الكلمة بما له وجاهة.. وفي بواكير حياتي وريعان شبابي عرفت والدهم زيد العامر عرفته جليساً وصديقاً لوالدي الذي كان يحتفي به ويسعد بلقائه رحمهم الله جميعاً وجمعنا بهم في دار كرامته ومستقر رحمته.. ولا نملك في الختام إلا الدعاء لفقيدنا الغالي عبدالرحمن الزيد رجل الخير والإحسان، ندعو له بالرحمة والغفران كما ندعو لزوجته وشريكة حياته التي صحبته إلى دار البقاء.. كما نرفع خالص العزاء وأصدق المواساة إلى أسرة العامر الكريمة وإلى أصدقاء الفقيد ومحبيه وأن يعوض الجميع بجزيل الصبر وحسن الاحتساب {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.