في صبيحة يوم الأربعاء الموافق 4 - 4 - 1432ه غيَّب الموت ورحل عن دنيانا الفانية رجل فاضل ومربٍّ جليل ومواطن صالح هو الأستاذ عبد العزيز بن عبد الله المحمد العبد العزيز الغفيلي عن عمر ناهز السبعين عاماً، وبفقده ودعت محافظة الرس أحد أبنائها الأوفياء. كانت حياة الفقيد - رحمه الله - حافلة بالعطاء في خدمة دينه ووطنه ومليكه.. لقد كان من جيل المربين المتميزين، جيل الرواد الأوائل الذين تخرجت على أيديهم نخب من الشباب الواعي الطموح، بعد أن غرس في نفوسهم حب العلم والعمل وظل معظمهم متواصلين في وفائهم له فيما بعد حيث كان قدوة ومثالاً لهم في الإخلاص والكفاح. لقد عرفت الفقيد منذ بواكير شبابي، عرفته سمحاً خلوقاً مهذباً وربطتني به صلة الجوار ومن ثم صلة الزمالة في مجال التدريس بمدارس المحافظة وكان نعم الزميل الوفي والكريم السخي في حسن تعامله وسمو أخلاقه. وعندما انتقل عملي إلى الرياض في جهاز وزارة التعليم على أثر مسابقة وظيفية قبل أربعين عاماً لم تنقطع صلته وتواصله مع زملائه القدامى عموماً، وكان يتحرى ويوقت لزيارتنا مع رفاق دربه لمسقط رأسنا في المناسبات للالتقاء بنا بتوطيد أواصر الصداقة والزمالة في التواصل والوفاء. لقد عانى في سنواته الأخيرة ما عاناه من تكالب بعض الأمراض والأعراض مثل الضغط والسكر وكان بما وهبه الله من قوة الإيمان والإرادة يتحمل تلك المعاناة بمزيد من الصبر والاحتساب وفعل الأسباب.. لكن مع مرور الأيام استشرت تلك الآلام وتحولت إلى أمراض مزمنة وغيبوبة شبه دائمة خاصة في السنة الأخيرة حتى توفاه الله. إنني مهما كتبت وأفضت في سيرة ومسيرة الزميل العزيز الغالي لا أستطيع إيفاء أبا محمد ما عرف عنه من شهامة ورجولة وكرم، بل لا أستطيع تصوير مشاعري القلبية الصادقة كيف لا وأنا أودعه الوداع الأخير. ولكن ما يشفع لي ويخفف من لواعج الحزن والألم في نفسي هو إيماني بقضاء الله وقدره وأن هذه سنة الله في خلقه {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.. جمعنا الله وإياه في دار كرامته ومستقر رحمته مع آبائنا وأمهاتنا وأحبابنا إنه جود كريم رحيم.. صادق العزاء لأبناء الفقيد البررة وإخوانه الكرام وعموم أسرة الغفيلي وأهل الرس. وخالص الدعاء من الله أن يسكن الفقيد بجواره مع عباده الصالحين. عبد الله الصالح الرشيد [email protected]