لا أحد يجهل أو يتجاهل ما تبذله الدولة في سبيل رقي التعليم وتقدمه على كافة الأصعدة حتى وضعت خطة أخيرة لتطوير التعليم والمناهج وسواها، ولعل هذه الخطة شملت الأساليب التربوية لتربية الجيل، لا سيما وأن اسم وزارة التعليم قد عدل إلى اسم وزارة التربية والتعليم، لأن التعليم وسيلة للتربية التي ينشدها كل مجتمع متحضر، وبلادنا ليست أقل من غيرها، ولعل المتابع يلاحظ وجود مؤشرات تقدم في مجال التعليم والتربوية إلا أنه توجد بعض الملاحظات التي تبرز بشكل واضح وتعتبر في تقديري ملاحظات جوهرية، لأنه ليس المسعى أن نبذل جهدنا وطاقاتنا للتعليم بقدر أن نرسخ ذلك في تصرف أولادنا، وفي مقدمتهم المسؤولين والأساتذة لكونهم القدوة المباشرة وقادة الركب ورافعون راية التربية، ومن هنا فسوف أستعرض قضيتين على الرغم من صغر حجمهما، فقد يجد فيهما معظم الناس دلالاتهما الخاصة في مجال تحقيق الهدف المنشود، حيث يلاحظ المراقب للمدارس النسائية بشكل خاص مدارس أمهات المستقبل، ناهيك أن مدارس الاولاد قد تكون أسوأ منها في مجال النظافة والصيانة حيث يلاحظ المتابع أن عدداً كبيراً من هذه المدارس قليلة النظافة وسيئة الصيانة مما يحمل المسؤولية قادة العمل في المدارس والمسؤولين عنهم، حيث إن معظم الطالبات لا يستطعن قضاء حاجتهن في المراحيض المخصصة بسبب نزع أقفالها، أو وجود خلل فيها لا يسمح للمستخدم بالاطمئنان فيها، كما أنها كثيراً ما تكون متسخة وحين يحتاج لها لقضاء حاجته تقزز نفسه، بسبب اتساخها وعدم تدريب الأولاد والبنات على مراعاة تنظيف الحمام قبل الخروج منها، كما تقع مسؤولية الصيانة على قطاع الإدارات في المدارس التي لا يؤدي بعضهم متابعة العمل علىالوجه المطلوب وربما وجود نقص كبير في عدد المختصين أو المختصات عن النظافة في هذه المدارس، وأنا أقترح أن تقوم الجهة الرقابية بزيارة المدارس للوقوف على هذا النوع من المعوقات، فهل يتوفر بكل مدرسة العاملات أو العمال المناسبين لحجم المدرسة وسعتها ويلبي متطلباتها.؟ وهل أن الجهات الرسمية المعنية بالصيانة تقوم بعملها على الوجه المطلوب؟ فإذا بقيت الحال على الوضع القائم فإن ما نبنيه بالصباح المبكر من تعليم وتربية نهدمه قبل الخروج من المدرسة لعدم متابعة التطبيق والقدوة الحسنة، وبسبب تجاهل الغير من الجهات المدرسية أو الجهات المشرفة عليها، فالأهم من رسالة التعليم تفعيل مكتسباتها عملياً وزرع القيم التربوية وتفعيلها ميدانياً، أرجو أن يكون لهذه الملاحظة التي همست بها لي طالبات بعض المدارس وطالبات بتوصيلها للقيادة التربوية أثرها الفاعل في اعادة تقييم جهود الوزارة في كل المجالات ومن بينها ما أشرت إليه حتى يكون للتربية وجودها الملائم من التكلفة التعليمية الباهظة، ومن أجل قيام الجهات الخولة بمعالجتها سريعاً، حتى تتعانق التربية مع رسائلها التعليمية، ومن أجل أن نجد التكامل يحتضن مدارسنا ويعكس التفاعل والإخلاص والقدوة الطيبة التي هي أكبر من التعليم ذاته.