جميل أن يجتمع المثقفون في مكان واحد يتبادلون الخبرات والرؤى والأفكار ويتحاورون من خلال جلسات ويطرحون آمالهم وآلامهم في ملتقى أخوي تحت مظلة وزارة الثقافة والإعلام ليناقشوا هموم الثقافة والأدب ومعوقات الحركة الثقافية ومستقبلها المشرق ويقدمون أطروحات إيجابية ومفيدة وينشرون جزءاً من إبداعهم.. ولا سيما أن الدعوة وجهت إلى أقلام كبيرة وصاحبة حروف جميلة.. فالوطن يتطلع إلى رؤية ومستقبل مشرق لعالم الثقافة السعودية من خلال هذا الملتقى.. وكان صغار المثقفين يحلمون هنا وهناك وعيونهم نحو اللقاء الثاني في العاصمة الرياض ترقبوه (بأمل وشوق) لعل الحضور يحركون المياه الثقافية الراكدة.. ويدعون إلى افتتاح (قنوات) ثقافية في المحافظات وطرح كل ما يدعو إلى تشجيع المواهب الواعدة وإحداث ثورة ثقافية تستوعب فئة الشباب وأن لا تبقى الثقافة حكراً على الهرم الأكبر من الأدباء والمفكرين والمثقفين.. وأن يستوعب المجتمع الفرق بين نسيج الأدباء والمثقفين وما هو الاسم الأفضل الأندية الأدبية أو الأندية الثقافية أو خليط بينهما.. وهل كل أديب مثقف والعكس صحيح.. وهل يصنف الأدب والثقافة بالطابع الإسلامي أو تاريخي أو محلي.. أم أن الثقافة والأدب عالم عناصره لا تتجرأ.. وتسأل آخر هل من جديد عن رابطة الأدباء والمثقفين وهل هي كيان قائم له عنوان يشد الرحال إليه ويحضن الأقلام الواعدة ويرحب بها... كما لا أعلم هل ناقش الملتقى (الثقافة الإلكترونية) والصراع بين الصحافة الورقية والمنتديات الثقافية على الشبكة العنكبوتية إضافة إلى مدى تفاعل واستعداد أمة الثقافة السعودية لتفعيل اختيار (مدينة الرسول) عاصمة للثقافة الإسلامية للعام 2013م بعد ترشيحها من قبل (الإيسسكو)... إن التطلعات كيبرة والآمال عريضة ونرجو أن توثق لنا أمانة الملتقى خلاصة العمل وتوصيات اللقاء وأن يفعل منها ما هو قابل للتفعيل ولا تبقى حبيسة الأدراج إذا كانت تحمل الطابع الإيجابي... وإلا يبقى اللقاء لذكرى وركن للتعارف ودردشة (مباشرة) وأشبه برحلة سياحية ثقافية (مدفوعة الثمن) عقيمة الفائدة... وهذا بلا شك لا يرضي صانع القرار... إلى جانب أنه هدر ومضيعة لساعات المثقفين النفيسة... وعلى وكالة الشؤون الثقافية إعادة النظر والترتيب المبكر للملتقى الثالث وصياغة أهداف وعناصر فاعلة... والذي أرجو أن يتزامن موعده مع معرض الكتاب السنوي حتى يكون هناك تجانس في الرسالة والغاية ويخدم شرية المثقفين الذين يخططون لحضور (بورصة الكتاب)... وقبل الختام أشير أنه من الممكن الاستفادة من تجارب الدول التي لها باع طويل في تنظيم اللقاءات الثقافية وإلى اللقاء. - الرس