سعدت جداً بالرسالة التي أرسلها نادي مكة الثقافي الأدبي والتي جاء فيها (يسر رئيس وأعضاء مجلس إدارة نادي مكة الثقافي الأدبي استقبال مقترحاتكم ومرئياتكم حول الأنشطة المنبرية أو المطبوعات أو نشاطات النادي الخارجية والمستقبلية ليستنير بآرائكم ومقترحاتكم المشرقة مع تحيات رئيس وأعضاء مجلس الإدارة). وهذه التلويحة من النادي الأدبي بمكةالمكرمة للمعنيين بالأنشطة الثقافية والأدبية تعكس مدى حرص المسؤولين في النادي الأدبي بمكةالمكرمة على استقطاب المحبين والمتابعين لأنشطته وبرامجه المقدمة على مدار كل موسم من كل عام .. وأيضاً فهي اضاءة مقدرة لاستلهام كل الممكن من أجل الوصول إلى الأحسن .. والأفضل .. وهي سمة الكبار الذين يؤمنون بالرأي المشترك .. والاستفادة من كل جديد .. ومفيد .. وبروح رياضية عالية لا تجد غضاضة في الانصات للآخرين مادام أنه سيثمر عن المزيد من النجاحات. ومسألة الأنشطة التي تتقلد تنفيذها الأندية الأدبية عامة كان أبداً محل نقاش .. ومداولة من قبل المحبين للأدب والثقافة والذين يجدون فسحة من الأمل في أن تكون هذه الأندية على مستوى الاشباع الدسم لعشاق الثقافة والأدب. وأبداً كان هناك خلاف بين الأندية الأدبية وجمهورها المتابع ففي الوقت الذي تعمل فيه الأندية الثقافية والأدبية على جعل - المحاضرات - هي معظم - أو - كل ما تقدمه دون الحرص على التنويع .. والأخذ بكل الألوان التي تجذب الاهتمامات وترتقي إلى فتح كل المنافذ .. من أجل توسيع قاعدة العطاء وأداء رسالة الأندية الثقافية والأدبية بشكل أكثر تفوقاً .. قريباً من الاهتمامات .. وتلبية لكل الأذواق والرغبات. وأتذكر أن هناك عدداً من الاقلام قد تناولت هذا في مرات عديدة وأكدت على أن إقامة الندوات التي تنهض بالحوار .. وتعمل على مداولة القضايا .. هي الأنجح وبالذات عندما تنجح الأندية الأدبية في اختيار الأوفق والأقدر من المثقفين والمفكرين والأدباء ممن يملكون القدرة على اثراء الحوار بالأفكار السوية والمؤثرة .. على أن تكون موضوعات هذه الندوات مختلفة ومنتقاة بعناية وفي كل المجالات. وبالذات اختيار الرموز الثقافية والفكرية وأصحاب الأقلام القريبة من نبض الناس واستقطاب أصحاب الرأي من الكتاب الشباب الذين ينجحون في كسب المتلقي بجميل اساليبهم .. وقوة ونصاعة أفكارهم. ولابد أن تنهض الأندية الثقافية والأدبية بأن تكون مسرحاً دائماً للابداع .. وملتقى لمحبي الثقافة والأدب سواء عن طريق الأنشطة المنبرية الدائمة .. أو العمل على الاسهام في تنمية الفكر الناجح والمؤثر .. وتنظيم بعض الرحلات لمناطق الآثار ومواقع الثراء الثقافي والفكري .. وفتح كل الآفاق لتكون روافد ثرية للواعدين من عشاق الأدب والثقافة وتعزيز محبتهم بالمسابقات والنشاطات الفاعلة والمؤثرة والمشوقة. نعم .. لابد أن تصبح الأندية الثقافية والأدبية ضاجة وحافلة وثرية بكل جديد من الركض الموفق المسموع. آخر المشوار قال الشاعر: كلُّ نَبضٍ في حنَايا النفْس يدعو حُبَّها وكأن الله لَمْ يخَلُق نِساء غيَرها وكأنَّ القَلْبَ لم يخَفق غَراماً قبلها وكأنَّ الحبَّ قَد حلَّ على الأرض لها