من ينظر إلى تصريح مدير جامعة الملك سعود د. عبدالله العثمان الأخير حين قال: (خلال الست سنوات تم التوسع بالجامعات وأصبح لدينا لدينا أكثر من (33) جامعة وهذا لا يكفي، فالمملكة بحاجة على الأقل من 80 إلى 90 جامعة). جاء تصريح د. العثمان الذي تناقلته الصحافة السعودية وبعض وكالات الأنباء خلال افتتاح فعاليات المؤتمر العالمي الخامس للجمعية السعودية لجراحة العظام يوم السبت الماضي، من ينظر إلى التصريح يعتقد أن د. العثمان مبالغ في طلب هذا الرقم من الجامعات إذا أخذنا معيار إنشاء الجامعات كان مرتبطا بعدد المناطق (13) بالمملكة, وأيضاً من جانب آخر ربط الجامعات بالمدن الجامعية كأن يكون هناك (80) مدينة جامعية، أو إذا ربطت بإستراتيجية الجامعات (أفاق) 40 جامعة حتى عام 2040م, لكن من يتبنى رؤية وتطلع د. العثمان والعديد من المسؤولين في الجامعات السعودية والنخب العلمية والمخططين الحضريين والاستيطانيين يرون أن فلسفة الجامعات السعودية لا بد أن تدخل مرحلة جديدة لتتفق مع توجهات الدولة في اختيارها الاستراتيجي للتعليم العالي لتطوير مجتمعها ونقل الدولة والمجتمع من دولة استهلاكية إلى دولة منتجة... لوعدنا إلى توزيع الجامعات السعودية الحكومية والأهلية من حيث الكثافة السكانية فإن منطقة الرياض في الإحصاء السكاني الأخير 1431 - 2010 حسب تسلسل هيئة الاحصاءات العامة بلغت (6) ملايين وسبعمائة ألف نسمة وعدد جامعتها (12) جامعة. ومنطقة مكةالمكرمة عدد السكان (6) ملايين وتسعمائة ألف نسمة وعدد الجامعات (5) جامعات. وعدد سكان المدينةالمنورة (1) مليون وسبعمائة ألف نسمة وعدد الجامعات (2) جامعتان. وعدد سكان المنطقة الشرقية (4) ملايين ومائة ألف وعدد الجامعات (4) جامعات. منطقة القصيم عدد السكان (1) مليون ومائتي ألف نسمة وعدد الجامعات واحدة. منطقة عسير عدد السكان (1) مليون وتسعمائة ألف نسمة وعدد الجامعات واحدة. منطقة تبوك عدد السكان (791) ألف نسمة وعدد الجامعات (2) من الجامعات. منطقة حائل عدد السكان (597) ألف نسمة وعدد الجامعات واحدة. منطقة الحدود الشمالية عدد السكان (320) ألف نسمة وعدد الجامعات واحدة. منطقة جازان (1) مليون وثلاثمائة ألف نسمة وعدد الجامعات واحدة. منطقة نجران عدد سكانها (505) ألف نسمة وعدد الجامعات واحدة. منطقة الباحة عدد السكان (411) ألف نسمة وعدد الجامعات واحدة. الجوف (440) ألف نسمة وعدد الجامعات واحدة... د. عبدالله العثمان طرح قضية محورية تخص مستقبل التعليم الجامعي لكونه البوابة التي تتطلع الدولة إلى أن تنقل مجتمعنا من تصنيفه الحالي بين الأمم وأيضا منافسة الشعوب والانتقال إلى المجتمع المنتج وتعدد مصادر الدخل بدلا من النظرة الضيقة تجاه الجامعات باعتبارها للنخب والصفوة المثقفة, ويصنف التعليم العالي بأنه تعليم فئوي لفئة اجتماعية محددة وتحرم منه باقي شرائح المجتمع. إذن لابد من مراجعة إنشاء وافتتاح الجامعات لنصل إلى رقم الثمانين جامعة.