بعد أن ينتهي فصل الخريف في الدول الباردة فإن التعرض لأشعة الشمس أثناء فترة النهار تتقلص وتكون سبباً في زيادة الخطورة بالإصابة بمرض نقص فيتامين د. ويعتبر هذا «موضوع خطير»... لما أظهرته العديد من الدراسات بأن هذا الفيتامين يلعب دوراً محورياً في الوقاية من الكثير من الأمراض بما في ذلك مرض السرطان. فيتامين د يسمى «فيتامين الشمس» لأن ما يقارب من تسعين في المائة من هذا الفيتامين ينتج بفعل أشعة الشمس «الأشعة الفوق البنفسجية» على الجلد. هذا وإن نقص فيتامين «د» يؤدي إلى عدة مشاكل صحية وخاصة في بلدان أوروبا الشمالية حيث التعرض لأشعة الشمس خلال مواسم الخريف والشتاء محدود جداً. أظهرت دراسة أجريت في كندا على مدى 12 شهراً لحوالي 188 شخصاً أن مستوى فيتامين د في الدم في أكثر من ثلث المشاركين منخفض ويصل إلى (أقل من 40 ميكروغرام/لتر) خلال فصل الشتاء، في حين الكمية الكافية الطبيعية تصل إلى (75 ميكروغرام/لتر). تشير الكثير من نتائج الأبحاث أن هذا القصور والمستوى المتدني لا يخلو من الخطر وأن الأشخاص الذين يفتقرون إلى فيتامين «د» لديهم خطورة للإصابة ببعض الأمراض، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية وبعض أنواع السرطان. ماهي علاقة فيتامين «د» بمخاطر الإصابة بالسرطان؟ أظهرت العديد من الدراسات أن مستوى «فيتامين د» في الدم يرتبط بمخاطر بعض الأمراض السرطانية... وفي دراسة أجريت علي 122،000 شخص أظهرت أن كمية «فيتامين د» (600 وحدة يوميا) فإن خطر الإصابة بسرطان البنكرياس تقل عند مقارنتهم بالأشخاص الذين يتعاطون أقل من 150 وحدة يوميا من فيتامين د. آثار الحماية لوحظ أن هناك آثار حماية مذهلة بواسطة فيتامين د لسرطان القولون.. إن مستوى الدم أعلى من 80 ميكروغرام/لتر فإن هؤلاء الأشخاص هم أقل خطورة بحوالي 70% من الأشخاص ذوي مستوى الفيتامين د أقل من 50 ميكروغرام/لتر نسبة للوفيات بسبب المرض. إن فيتامين د له تأثير على احتمال قلة الوفيات لمرضى سرطان الثدي وأظهرت دراسة حديثة أن ما يقرب من ثلاثة أرباع النساء المصابات بسرطان الثدي أن مستويات فيتامين د فيهن أقل من الطبيعي. زيادة استهلاك فيتامين د. خلال أشهر الصيف من السهل نسبيا الحفاظ على مستوى فيتامين د في الجسم وذلك بمجرد تعريض الوجه والأطراف لأشعة الشمس لمدة 10 دقائق هذا يسمح الجسم على إنتاج 10000 وحدة من الفيتامين. أما خلال فصل الشتاء والخريف لا بد من زيادة جرعات تعويضية من فيتامين د. من الناحية الغذائية، بعض الأسماك، ولا سيما الأسماك الدهنية مثل السلمون أو سمك السردين يحتوي على كميات عالية من فيتامين د كما توصي «جمعية مكافحة السرطان الكندية» بأخذ جرعات عالية يوميا من فيتامين د بين تشرين الأول/أكتوبر ونيسان/أبريل.