عندما يعود عشّاق سباقات السرعة في العالم بذاكرتهم إلى عام 2011، سيتذكّرون أول ما يتذكرون، أنه عام صعود الحصان الأسطورة (فرانكل) الذي يزهاه هذا اللقب دون سواه بعد أن تربّع على عرش سباقات الخيل المهجّنة في كافة أنحاء المعمورة، من خلال انتصاراته العالمية في المضامير الأوروبية، حاملاً في سجله الفاخر ب9 سباقات كل واحد أضخم من الثاني (ومن فئة القروب ون)، ليتم تصنيفه بالرقم (140) ومتى تخطّاه الموسم المقبل فإنه لا محالة سيكون حصان القرن بدون منازع!! كما سيتذكر عشاق سباقات السرعة (المجنونة) الأسطورية «زنياتا» قاهرة الحصن وأفضل ما أنجبته مضامير الخيل في العالم لهذه الظاهرة التي ستبقى في ذاكرتنا ردحاً من الزمن. وسيتذكرون أيضاً (جولديكوفا) و(رويال دلتا) وكذلك (ودروسليماير)! ولن يبرح ذاكرتهم بالطبع هجمة الفيروس الياباني المبرمج وهو يغزو أغنى سباقات العالم عندما عطّل ذات أمسية في (ميدان) وبكل لغات العالم كافة برامج قوى الخيل العالمية وتوِّج بكأس مونديال سباقات السرعة، كما ستبقى راسخاً في ذاكرتهم الأرقام القياسية التي حطمها الفارس العالمي (سكوت ستيفز) وهو يتخطّى فوزه ال4000 سباق، وعلى نفس الخط الموازي الظاهرة الفارس (مايك سميث) صاحب الكرابيج الثلاثة (بيديه وثالثهم كرباجه الناري). وإذ كان سميث يبقى هو خيالي المفضّل، فإن هناك جاريت جوميز الذي طالما ألغى من قاموسه على صهوات الجياد العملاقة المراكز الشرفية واضعاً أمام عينيه الرقم واحد. ومع فائق احتراماتي للإيطالي (فرنكي ديتوري) المصنوع بأدوات .....؟! أما على الصعيد المحلي فقد حمل موسم 2011 العديد من المنجزات العالقة في الأذهان وإن طال الزمان! تصدّرها الأسطبل الأبيض وأسعد عشاقه وجماهيره، وبعد أن تعوّدوا في المواسم الماضية على أنغام النواميس وأبطاله ونجومه يواصلون تربُّعهم وعزفهم على عرش أقوى دوري فروسي عربي لسباقات السرعة ومع مسحوب وهجيني الأرقام القياسية (بنوتة) الأبيضاني كانت سمفونياتهم تجلجل بصداها المضامير السباقية حيث بدؤوا (موسم النواميس) بمعاهدة (معاهد) في أمسية وفاء الموسم الماضي ثم مروراً بصناعتهم الفاخرة وإكليلهم، يقدم أروكسترا التفرد بجيد حوافره الذهبية ذات أمسية في عام مضى وهو يبقي كأس (أعز الناس) في عرين الأبيض الماسي مهدياً باكورة إنجازاته لمهندس انتصاراته (الأمير متعب) الذي كان خارج حدود الوطن برفقة القائد الفارس الغالي، ثم عادت كتيبة الأبيض المدججة بأسلحتها المتعددة وهي تضيء تاج البطولات بنجمها المضيء، وهي الأمسية الكبرى الختامية التي عنونتها ذات تغطية موسعة وحية بالهدية الفخمة والأغلى بمناسبة عودة حبيب الشعب من رحلته العلاجية سليماً معافى. وبما أنّ الأبيض الماسي لا يكتفي بالوصول للقمم أكثر من بقائه على صدر الزعامة والمحافظة على مكتسباتها، عاد الإكليل مجدداً في رحلة الميل وربع الميل قبل عدة أسابيع، مواصلاً عروضه الساحرة عبر موقعة (شقران) ليسجل هاترك الأبيض الرباعي على التوالي. وفي الوقت الذي كانت فيه أسلحة الأسطبل الأبيض تضرب بكل قوة وفي كل صوب واتجاه في جولات سباقاتنا الأسبوعية مغرّدين بنجومهم خارج السرب على هرم دورينا والذي بات في المواسم الماضية ماركة مسجلة بألوانهم وأرقامهم القياسية، كان موسم 2011 لبقية الأسطبلات حافلاً بالعديد من منجزاتهم التي انحصرت ما بين الألوان الزرقاء + والحمراء = بداية بشدو الأزرق والذي عزف شدوه الشجي بخطته الرأسية المخادعة في سباق كأس ولي العهد النسخة الماضية، ونهاية بعملاقي الأحمراني (كلاودي ستي + وبرج الكويت) اللذين تقاسما كأس سمو ولي العهد وكأس الملك لفئة المستورد. ولعل ما يبقي جمالية أمسية كأس ولي العهد في النسخة الماضية راسخة ومحفورة في سجلات تاريخ الفروسية، هو ذلكما المنجزان الخالدان اللذان تحققا للخيّالين السعوديين عبد الله العضيب وصباح الشمري وهما يعيدان هيبة الخيال السعودي في البطولات الكبرى معيدين بذلك ذكريات جيل الزمن الجميل. ولأنّ دورة الجماهير تظل حاضرة في رزنامة 2011 بفضل عرابها الكبير أبي نايف سلطان بن محمد الكبير وهي تسابق الزمن بمحفزاتها ومبادراتها، من خلال الحس الوطني الذي ضرب به الأمير سلطان أروع الأمثلة الصادقة وطوال 16 عاماً بدعمه المادي والمعنوي والذي سيصل بمشيئة الله في النهائي المنتظر إلى 94 مليون ريال، حيث باتت دورة العز تشكل الوقود الرئيسي في إحياء السباقات بكافة الميادين السعودية، وكعادة دورة عز الخيل في تحديث أنظمتها ولوائحها وتلك القرارات تجدد نبض الحيوية بمهنيتها الاحترافية في أوردة وشرايين ميادين المملكة بدم مهور المستقبل، بتخصيص أغلب أشواطها الدسمة لمصلحة مهور الثلاث سنوات! وقبل أن يلفظ عام 2011 أنفاسه الأخيرة استقبلت أوساط الخيل في كافة مناطق المملكة بباقات (سلطان الميادين) المتوالية من فئة الباقات الماسية والتي أتاحت تعزيز الفرص للمتأهلين من خلال تاج أشواطها. وفي الوقت الذي كان المنتجون يعيشون دوامة وصدمة المزاد الماضي، جاء استحداث «شوط المهور العسايف» ليفيقهم من تلك الصدمات الموجعة وراعي الدورة وممولها الوحيد يوجه رعاه الله بإقامة هذا الشوط وبجائزة يسيل لها لعاب المنتج قبل المالك والمدرب، وهي تقارب (الربع مليون ريال) عدّاً ونقداً! وليست إضافياً أو عينياً؟! وهو الشوط الذي وصفته الزميلة في التخصص (مجلة السباق) بالنقلة النوعية المتوالية لدورة عز الخيل والتي ساهمت في تحريك سوق تلك الفئة. والليلة وفي ثاني أمسيات الميدان السعودي الكبرى ومع نهاية الأسبوع الأول من عام 2012، يطل علينا ديربي كأس سمو ولي العهد بمسمّاها النايف والجديد، حيث تسعى كل الأسطبلات السعودية والخليجية بطموحات لا حدود لها في تحقيق ألقابها الغالية! وبما أنّ شهية الأبيضاني مفتوحة على الآخر في حصد الذهب، فإن حظوظه تبقي كلمتها هي الأقوى في انتزاع موقعة الإنتاج ويوجد إكليله ذو الإمكانيات العالية والمرشح في أن يحلّق بالقرب من أعلى برج في العالم ويملك مواصفات الجواد السعودي الذي بإمكانه الاحتراف خارج حدود الوطن، ومن حقق الإكليل انتصاره الثالث، فإنه سيكون قد جمع المجد من طرفيه وبثلاثية تاريخية أقرب مسمّى لها (التاج الثلاثي) التريبل كراون السعودي. بينما تبدو مواجهة عمالقة المستورد غامضة لتقارب المستويات وكونها أولى نزالتهم في هذا الموسم وإن كنت أتوقع عودة (فلاي دوان) ومن أوسع الأبواب قياساً بسجله العالمي مقارنة بالمشاركين معه في موقعة الميل ونصف الميل النارية!! المسار الأخيرة عسفت الغيمه الشارد ولانت لي حبال البرق وتعلقت بمعارف مهرتي لعلها خيره فهقت طويق ولى قلبٍ يغني في نخيله ورق وتسابق للثرى وبل دموعي من تباشيره