أينما تتجه تجد عند الإشارات الضوئية للمرور نساء وأطفالاً يستجدون قائدي المركبات، صور تتعدد في الرياضوجدة ومكة المكرمة والدمام والخبر والمدينة المنورة. الظاهرة وصلت إلى مدخل جسر المملكة والبحرين بعد أن ضاقت أماكن كورنيش الخبر والأسواق، بل وصلت إلى مدينة الخفجي فعند مدخل الطريق الرابط بين الخفجي والدمام الذي يسلكه الراغبون في التوجه إلى مملكة البحرين من الأشقاء الكويتيين يتواجد الكثير من الشحاذين والشحاذات اللاتي يرتدين العباءة ويختفين خلف النقاب والأدهى من ذلك أن كثيراً منهن يحملن أوراقاً تزعم أنهن سعوديات! ظاهرة انتشرت في جميع المدن السعودية ولم تعد مقتصرة على المدن الكبيرة، والانتشار الكثيف والمنظم لهؤلاء الشحاذين الذين يعود أغلبهم إلى رعايا دولة شقيقة جارة يؤكد بأن هناك تنظيماً محكماً لإدارة أعمال هؤلاء الشحاذين، تنظيم تؤكده مساحة انتشارهم التي تغطي كافة مدن المملكة مما يستدعي وضع خطة لتنظيف البلاد من هؤلاء الذين يستغلون عطف المحسنين السعوديين بادعائهم بأنهم مواطنون رغم معرفة الجميع بأن المواطن السعودي المحتاج عفيف، وإذا كان هناك من يحتاج إلى مساعدة فهم ليسوا بهذه الكثافة لا سيما وأن الدولة وضعت وطبقت العديد من البرامج الاجتماعية وفعّلت الكثير من أنظمة الضمان الاجتماعي التي تجعل المواطن السعودي في غنى عن مد يده لطلب المساعدة. مواجهة هذه الظاهرة المستشرية التي تكاد تغطي كل مدن المملكة تتطلب سرعة تشكيل جهاز مركب من الجوازات العامة والشرطة وجهاز مكافحة التسول للقيام بحملات متواصلة ومستمرة لتنظيف المدن من عناصر تنظيم الشحاذة، وإجبار سفارات البلدان التي ينتمون إليهم لإعادة رعاياهم إلى بلدانهم، كما يتطلب من المواطنين عدم تشجيع هذه الظاهرة بالتوقف بتقديم المساعدة لهم التي هم ليسوا بحاجة لها بل امتهنوها لكسب أموال لا يستحقونها، وخاصة أن هناك أوجهاً كثيرة لتقديم المساعدة للمحتاجين، فالجمعيات الخيرية منتشرة، والمتعففون موجودون لمن يبحث عنهم وليسوا الذين يتواجدون عند الإشارات والأسواق راسمين صورة سيئة عن الحالة الاجتماعية عن السعوديين وهم غير سعوديين وإن ارتدوا الملابس السعودية.