أكد الدكتور عبدالعزيز بن صقر الغامدي رئيس أكاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية لالجزيرة بان الجرائم الاقتصادية تشكل في الوقت الراهن تحدياً جديداً للدول على اختلاف انظمتها وتأتي أهمية هذا التحدي من كون الاقتصاد يعد عاملاً أساسياً في تكوين الأمن والاستقرار وان الامن لا يمكن ان يتحقق إلا بالأمن الاقتصادي, وأوضح د, الغامدي ان الطفرة الاقتصادية والثورة التقنية التي حدثت خلال العقود الأخيرة قد ولدت رغم ايجابياتها انواعاً مستحدثة من الجرائم تجاوزت حدود الفرد والمجتمعات، وقد اجمع الباحثون على ان مخاطر الجرائم الاقتصادية في الوقت الحاضر تفوق مخاطر أي نوع آخر من الجرائم, وأبان ان اكاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية ادراكاً منها لخطورة هذه الجرائم وأهمية التصدي لها من خلال دراسة هذه الظاهرة وتحليلها بغية الوصول الى الحلول المناسبة لمكافحتها والوقاية منها فقد كرست الاكاديمية عدداً كبيراً من نشاطاتها العلمية من بحوث وندوات علمية ومحاضرات ودورات تدريبية بصفتها بيت الخبرة العربية في المجالات الأمنية والجهاز العلمي لمجلس وزراء الداخلية العرب الذي يضع ويصمم الخطط العلمية لمواجهة الجرائم المستحدثة ومن بينها الجرائم الاقتصادية,, وأشار الغامدي الى آخر ندوة عقدت بالاكاديمية حول هذا الموضوع وهي ندوة تداعى لها نخبة من علماء الاقتصاد وعلم الاجرام تحت مسمى الجرائم الاقتصادية وأساليب مواجهتها وقد طبعت البحوث المقدمة في هذه الندوة على شكل إصدار علمي ضمن إصدارات مركز الدراسات والبحوث بالاكاديمية. وأبان ايضاً بانه نفذت مؤخراً عدة دورات تدريبية حول مكافحة غسيل الأمول ومكافحة تزوير بطاقات الاعتماد كما أننا نعمل على ان يسهم الجهد العلمي الذي تبذله الأكاديمية في تعضيد الجهود العلمية لأجهزة الامن العربية للحد من أخطار الجرائم الاقتصادية وحتى يتحقق ذلك فان هذه الجرائم سوف تظل تقتطع الكثير من منجزات التنمية في بلادنا العربية وبقية دول العالم ولهذا فلا بد من تكاتف الجهود والاعتماد على الدراسات العلمية لمواجهة تطور الجريمة. وفي موضوع الأمن المائي العربي أبان د, الغامدي بان الاكاديمية تبحث أهم القضايا الاستراتيجية التي تؤثر على مسيرة الأمن العربي بمفهومه الشامل وتستشرف المستقبل لتستشعر المتغيرات التي قد تستجد ولعل من أبرز تلك القضايا استراتيجية الأمن المائي، فالمياه فضلاً عن كونها ضرورة حياتية يومية فهي بذات الوقت تشكل تحديا حقيقياً لكل الخطط التنموية والقادرة ايضاً على الاسهام الفاعل في تحقيق الأمن الشامل لكنه استدرك قائلاً ان الوطن العربي يقع ضمن الأقاليم الحرارية الجافة ومعظم الدول العربية تعتمد في احتياجاتها من المياه على المياه الجوفية وعلى الانهار التي تنبع من خارج الحدود العربية ولذلك فان الاكاديمية كرست لموضوع المياه وارتباطها بالأمن العربي العديد من مناشطها فهي تسعى بذلك الى تسليط الأضواء على هذه القضية وتنشيط الجهود العربية المختلفة للبحث عن المزيد من مصادر المياه وتطويرها لسد الحاجات المتزايدة اليها الى جانب وسائل الإعلام والتربية بحسن ترشيد استخدام المياه. واشاد رئيس أكاديمية نايف بالحلقة العلمية بعنوان الأمن المائي العربي والتي شارك فيها المسؤولون التنفيذيون فضلاً عن الاكاديميين المعنيين بهذا الموضوع وقد صدر عن هذه الحلقة توصيات مهمة هي الآن محط دراسة من قبل الجهات العلمية والإدارية ذات الصلة، كما أصدرت الأكاديمية العديد من الاصدارات العلمية.