ظهرت اعاقة جديدة لدى بعض التلاميذ وهذه الاعاقة حديثة نسبياً عندما نقارنها بالاعاقات الاخرى المكتشفة منذ زمن قديم كالاعاقات البصرية او السمعية وغيرها من الاعاقات. فتعتبر هذه الاعاقة مستترة وخفية حيث يبدو التلميذ طبيعياً في كل شيء فهي ليست واضحة للعيان كما هو الحال بالنسبة للاعاقات الاخرى الجسمية والحركية الا انها تحد من تقدمه في الدراسة. فهؤلاء التلاميذ غير قادرين على اكتساب المهارات اللغوية او الادراكية البصرية او التعليم بطريقة عادية رغم انهم ليسوا صماً او مكفوفين او متخلفين عقلياً هذا الامر جعل المختصين في مجال التربية الخاصة في حيرة كبيرة فأطلقوا على هؤلاء التلاميذ الاطفال ذوي صعوبات التعلم وعرَّفوها بأنها عبارة عن اضطرابات غير متشابهة تظهر على شكل صعوبة في اكتساب واستخدام مهارات التحدث والاصغاء والقراءة والكتابة والعمليات الحسابية والاستنتاجية التي تكون داخل الفرد نتيجة الى خلل في الجهاز العصبي المركزي مع استبعاد ان تكون صعوبات التعلم حدثت بسبب اعاقة بصرية او سمعية او انفعالية او ظروف اقتصادية او تعليمية غير مناسبة , لكن قد تحدث هذه الصعوبة متلازمة مع تلك الاعاقات والظروف لكن لا تسببها. وعندما يصاب الاطفال بصعوبات التعلم تظهر عليهم تشكيلة واسعة من السلوكيات والصفات التي تميزهم عن غيرهم من الاطفال العاديين لكن لا تجتمع كلها معاً لدى كل طفل يعاني من صعوبة في التعلم ومن تلك الخصائص والصفات ما يلي: 1 ظهور مشاكل اكاديمية لدى التلاميذ ذوي صعوبات التعلم كمشكلة في الكتابة او العمليات الرياضية او القراءة وهي اكثر المشكلات لكن اذا لم يوجد لدى التلاميذ مشاكل اكاديمية فهذا يدل على عدم وجود صعوبة تعليمية عنده. 2 ظهور تشتت كبير في الانتباه ونشاط زائد حيث يكون الطفل غير قادر على المكوث على المهمة فترة طويلة. 3 ظهور مشاكل في تذكر الكثير من الواجبات ومتطلبات الحياة وعدم القدرة على التفكير المنظم مثل التخطيط والترتيب في الحياة. 4 ظهور مشاكل في المهارات الاجتماعية والاندفاع والتهور والانفعالية واضطراب في السمع والكلام واللغة وغير ذلك من الخصائص. وقد حددت نسبة هؤلاء التلاميذ الذين لديهم صعوبة في التعلم بنسبة تقدر ما بين 4 5% من طلاب المدارس الذين اعمارهم ما بين 6 17 سنة في الولاياتالمتحدةالامريكية وتعتبر هذه الفئة اكبر فئات التربية الخاصة مما ادى الى ظهور جهود متكاملة من اجل خدمة هؤلاء التلاميذ حتى تتم خدمتهم عن طريق برامج صعوبات التعلم الموجودة في المدارس العادية والقائم بها معلم مختص في هذا المجال وقد بلغ عدد البرامج الموجودة حتى وقتنا الحالي ما يزيد عن 270 برنامج وهذا كله بفضل الله ثم بفضل ما تتلقاه الامانة العامة للتربية الخاصة من مساندة ودعم كبير من الدولة حتى وصلت ما وصلت اليه الآن من انجاز علمي عظيم وتطور كبير. سلطان ابراهيم محمد العثمان تخصص مسار صعوبات التعلم بجامعة الملك سعود * المصدر: المدخل إلى صعوبات التعلم للدكتور زيد التبال