السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: قبل أيام انطلقت الحملة الأمنية المرورية الشاملة في مناطق المملكة العربية السعودية تحت شعار جميل وهو «حتى لا تروح الروح».. ولا شك أنه شعار يخاطب القلوب القاسية ويخاطب الأحاسيس المتبلدة التي توجد عند البعض من الناس الذين لا يحسبون للأنظمة المرورية والأمنية أي اعتبار، ومن أمثال أصحاب تلك القلوب: قاطعو الاشارات والمفحطون وممارسو السرعة في الشوارع القصيرة والطويلة والمؤذون لخلق الله في الشوارع والميادين العامة بصرير سياراتهم ورفع أصوات المذياع بها وكأنهم يقولون بلسان واحد أنا ومن بعدي الطوفان ومصلحتي فوق مصالح عباد الله. و«حتى لا تروح الروح» لابد لنا من الوقوف لمحاسبة أنفسنا محاسبة صادقة نابعة من تعاليم ديننا الحنيف فلا بد لنا من مراقبة أولادنا وتصرفاتهم خاصة الذكور منهم لأنهم رجال المستقبل وعماد الأمة وأملها الباقي.. هناك شباب مراهق لا يعلم مقدار الأخطار التي يمارسها في الشارع وفي الميادين العامة لأن والده للأسف ترك له الجمل بما حمل، وترك له الحبل على الغارب فلا يقدم له النصح ولا الارشاد ولا يقول له ماذا فعلت وماذا استفدت، بل هذا الوالد هو الذي شجع ابنه على الصياعة والميوعة والنعومة فهو يلبي له كل ما يريده: سيارة وجوال وملابس وطعام حتى أصبح هذا الفتى بدون فكر ولا عقل ولا هم له إلا السهر مع الشلة والدوران في الشوارع من العصر حتى طلوع الفجر فلا تراه إلا ليلاً أما النهار فهو في سبات مثل خفافيش الليل.. ولا شك أن هذه الحملة فرصة مناسبة لتصحيح مفاهيم الناس المرورية الأمنية خاصة وأن هذه الحملة شاملة ومدروسة جيداً ،فعلى الآباء والأبناء الاستفادة منها بقدر الامكان وتطبيق ذلك عمليا في حياتهم وخاصة احترام الذوق العام مثل عدم قطع الاشارة والسرعة في الحواري والدوران بدون فائدة والالتزام بالقيادة القيمة المبنية على احترام الأنظمة الأمنية المرورية وأرجو من القائمين على الحملة ضرورة متابعة المستهترين بحياة الناس خاصة من الشباب وتطبيق النظام الأمني والمروري عليهم بدون تردد ومحاولة التصدي لكل عابث يريد أن تكون الأنظمة تحت سيطرته.. فيا أولياء الأمور اتقوا الله في أولادكم وتذكروا قول الرسول صلى الله عليه وسلم «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته» والدولة لم تقصر بل التقصير منا وفينا فلا بد من التجاوب مع تلك الأعمال التي تقوم بها الجهات المسؤولة في الدولة لخدمة أبناء هذا الوطن وحتى لا نخسر المزيد من أرواح أبنائنا في الحوادث المرورية والأمنية التي لو تكلمنا عنها لطال بنا المقام ومعاً يداً واحدة «حتى لا تروح الروح». فهاد مبارك فهاد آل ضحيان الدوسري وادي الدواسر -آل ضحيان