أعلنت إسرائيل حرباً شاملة على كل ما هو فلسطيني حيث واكب عدوانها الشامل الذي بدأ منذ مساء أمس واستمر طوال يوم أمس إعلان حول قطع جميع العلاقات مع الرئيس الفلسطيني كما قررت منع مغادرته رام الموجود فيها حاليا غير ان واشنطن سارعت بعد قليل من الإعلان الإسرائيلي إلى التأكيد على انها لا تزال تعترف برئاسة عرفات . واعتبرت السلطة الفلسطينية أمس الخميس عمليات التصعيد والقصف الإسرائيلية ضد منشآت ومقرات فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة «حرباً رسمية» تشنها إسرائيل على الشعب الفلسطيني وسلطته ومن «من شأنها جر المنطقة إلى الانفجار». وقال نبيل أبو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات لوكالة فرانس برس في أول رد فعل فلسطيني على عمليات القصف والإجراءات الإسرائيلية ان «عمليات التصعيد والاعتداءات الإسرائيلية والقصف ضد منشآت ومقرات تابعة للسلطة الفلسطينية هي حرب رسمية تشنها إسرائيل على شعبنا وسلطته الوطنية». وتمثلت مظاهر الحرب الإسرائيلية في قصف جوي واسع النطاق لمواقع في الضفة وغزة. وقد أفادت مصادر أمنية فلسطينية ان عنصرا في أجهزة الأمن الفلسطينية استشهد أمس الخميس في قصف الدبابات الإسرائيلية في رام الله خلال عملية توغل إسرائيلي. وأضافت المصادر ذاتها انه عثر على جثة الشهيد أحمد الدميسي (26 عاما) تحت انقاض مبنى قيد البناء أصيب بقذيفة دبابة في ضواحي رام الله كما استشهدت امرأة فلسطينية في قطاع غزة اثر إصابتها بنوبة قلبية أثناء الهجمات الجوية التي استهدفت ليل الاربعاء الخميس القطاع. وأنهى الجيش الإسرائيلي منتصف نهار أمس الخميس عملية هدم مركز البث الإذاعي والتلفزيوني الفلسطيني في رام اللهبالضفة الغربية بعد ان فجر برج البث الرئيسي حسبما أفادت مراسلة وكالة فرانس برس. وكانت دبابات الاحتلال التي توغلت في مدينتي رام الله والبيرة الليلة الماضية قد احتلت مبنى إرسال إذاعة صوت فلسطين شمال رام الله ومنازل لعدد من المواطنين الفلسطينيين وحولتها إلى مواقع عسكرية. إلى ذلك أعلن مساعدوزير الخارجية الأمريكية وليام بيرنز أمس الخميس في دمشق ان الولاياتالمتحدة ما زالت تعتبر ياسر عرفات رئيسا للسلطة الفلسطينية وتريد مواصلة التعامل مع القيادة الفلسطينية. وجاء هذا الإعلان بعد إعلان إسرائيل في وقت سابق أمس انها قطعت العلاقات مع ياسر عرفات. وكان الرئيس الفلسطيني لا يزال أمس الخميس في رام الله في وقت تنتشر فيه الدبابات الإسرائيلية على بعد 200 متر عن مكاتبه على ما ذكر مراسل وكالة فرانس برس. وأفاد وزير إسرائيلي أمس ان إسرائيل تمنع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات من مغادرة رام الله في الضفة الغربية بعد قرار الحكومة الأمنية قطع العلاقات معه غداة تنفيذ ثلاثة هجومات أسفرت عن مقتل عشرة إسرائيليين. وأوضح وزير العدل مئير شتريت في تصريح لإذاعة الجيش الإسرائيلي ان «إسرائيل لن تهاجم عرفات شخصيا لكنه سيبقى في مكانه». والرئيس الفلسطيني عالق في رام الله منذ الثالث من كانون الأول/ديسمبر اثر غارات للطيران الإسرائيلي أدت خصوصا إلى تدمير مدرج للمروحيات في غزة وإلحاق أضرار بثلاث مروحيات. كما ان مدرج مطار غزة لم يعد صالحا للاستخدام. وبغية التنقل، على الرئيس الفلسطيني ان يطلب الضوء الأخضر من السلطات الإسرائيلية التي احتفظت بالإشراف على المجال الجوي في الضفة الغربية وقطاع غزة. وقال شهود عيان ومصادر أمنية فلسطينية إن مقر الرئاسة الفلسطينية الذي يُوجد به عرفات حاليا في مدينة رام الله في الضفة الغربية تعرض للقصف الإسرائيلي بالرشاشات الثقيلة». وأكد بيان مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر أيضا أن القوات الإسرائيلية سوف تباشر بنفسها من الآن فصاعدا وعلى وجه السرعة عمليات الاعتقال داخل أراضي السلطة الفلسطينية ونزع أسلحة المتشددين وكأن لسان حالها يقول وبالأصالة عن عرفات. وأضافت أنها لا تنوي المساس شخصيا بالرئيس الفلسطيني، وأضاف أن منفذي عمليات الأمس وهم ثلاثة ينتمون لخلية تابعة لحركة المقاومة الإسلامية «حماس« في نابلس. كما أن اثنين منهم على قائمة «المطلوبين» التي تقدمت بها إسرائيل إلى المبعوث الأمريكي الخاص بالمنطقة الجنرال أنتوني زيني وعددهم 33 ولم تفعل السلطة الفلسطينية شيئا لاعتقالهم، وحمل البيان الصادر عن مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر عرفات مجددا المسؤولية المباشرة عن «الهجمات» التي وقعت يوم الاربعاء بالقرب من نابلس وجوش قطيف، مؤكداً أنه أصبح «غير ذي صلة» في نظر إسرائيل بمعنى أنه لا يمكن الاعتداد به مرة أخرى كشريك حقيقي في عملية صنع السلام وبالتالي تقرر قطع كافة الاتصالات معه. وأكد في السياق نفسه أن القوات الإسرائيلية سوف توسع أيضا من رقعة عملياتها بالضفة الغربية وقطاع غزة. وكان شهود عيان فلسطينيون في مدينة رام الله قد أكدوا «إن دبابات إسرائيلية تقدمت باتجاه مقر الرئيس عرفات ووصلت على بعد 150 مترا منه وفتحت نيران أسلحتها باتجاهه». وقالت المصادر الفلسطينية «إن النيران الثقيلة من نوع 500 و 800 أصابت صالة الضيافة الذي يستضيف فيه الرئيس الفلسطيني عادة ضيوفه فيما طال القصف مهبط الطائرات الخاص بالرئيس عرفات». وذكرت أيضا «أن الدبابات الإسرائيلية التي لا تزال تحشد قواتها في مداخل مدينتي رام الله والبيرة تقدمت في منطقة الإرسال وأطلقت عدة قذائف باتجاه أعمدة البث الإذاعي التابعة لإذاعة صوت فلسطينيين في المدينة». وأضافت أن الدبابات «قصفت أيضا مخيم الامعري، في المدينة بالطائرات والدبابات فيما أطلقت مروحية إسرائيلية قذائف باتجاه إحدى العمارات قيد الإنشاء في منطقة البالوع التي تحتلها القوات الإسرائيلية منذ عدة أيام». وقال مسؤولون أمنيون فلسطينيون إن قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي التي تساندها الدبابات وناقلات الجنود اجتاحت منطقة المواصي الواقعة بين خان يونس ورفح جنوب قطاع غزة كما فرضت القوات الإسرائيلية نظام منع التجول في المنطقة التي يقطنها خمسة آلاف نسمة ومنعت المواطنين من التجوال فيها». كما سمع «دوي طلقات نارية في محيط المنطقة واشتباكات مسلحة مع مقاومين فلسطينيين غير انه تعذر معرفة إن كان هناك إصابات بسبب منع سيارات إسعاف وفرق الطوارئ الفلسطينية من الدخول». وفي أحدث تطور للهجمات الإسرائيلية المستمرة منذ الساعة التاسعة والنصف على عدة مدن فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، قال شهود عيان ومصادر أمنية فلسطينية إن دبابات إسرائيلية تحاصر مخيم تل السلطان في رفح». وأعرب مواطنون فلسطينيون عن «خشيتهم من عملية اقتحام للمخيم تستهدف أبناءه». وكانت مقاتلات إسرائيلية قد قامت بدك «أهداف أمنية» فلسطينية في الضفة والقطاع في أعقاب عمليتي باص المستوطنين ومستعمرة جوش قطيف إلا أنه لم ترد أنباء فورية عن حجم الخسائر المادية المحتملة أو عدد الضحايا. ويشكل قرار إسرائيل بقطع كافة الاتصالات مع الرئيس الفلسطيني نكسة لعملية السلام المتعثرة أصلا في المنطقة في الوقت الذي تسعى فيه واشنطن بجدية لإعادة ضخ الدماء من جديد في شريان عملية صنع السلام المتعثرة في المنطقة حتى يضيف ذلك زخما للحملة الدولية التي تقودها حاليا ضد الإرهاب الدولي.