نحن الآن في الأيام الآخيرة من شهر رمضان المبارك، وهو شهر الصوم والعبادة، وشهر الخير والبركات والصدقات، والبر والاحسان، شهر أنزل فيه الفرقان، وفيه ليلة خير من ألف شهر، شهر خص به الله جلت قدرته دينه دين الإسلام دون سائر الأديان الأخرى، وهو شهر مقدس ومعظم عند سائر المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها. لقد وهب الله سبحانه وتعالى الإنسان دماغه مخه وعقله الخلاق ليتمكن من استيعاب وفهم ما يدور حوله من قضايا وأمور متعددة ومتشعبة، ويقدر على تقبل ما يلقى عليه أو يسمعه أو يراه من معلومات مفيدة، ويخزنها في دماغه إلى أن يحتاجها فيتذكرها.. ولكن ما نراه ونشاهده ونسمعه في أيامنا المباركة هذه من حوادث وحروب ومصائب واتهامات تنصب على المسلمين وديارهم تجعل الإنسان العاقل المفكر في دوامة من أمره. في أيامنا هذه المسلم يقتل أخاه المسلم، والأسير والمستسلم يُقتل ويُقصف بالطائرات في أفغانستان، واليهود بطائراتها ودباباتها وصواريخها وجنودها تقدم مائدة الافطار للصيام في فلسطين، والسهام المسمومة والأقلام القذرة توجه للبلد الحاضن والحامي للحرمين الشريفين وأهله، اضافة إلى ما تبثه بعض الفضائيات وخصوصاً العربية منها من أمور وقضايا ومشاهد تافهة وحقيرة. كل هذه الأشياء تجعل الإنسان العاقل يشعر بالحزن والأسى، ويصعب عليه وعلى عقله تفسير واستيعاب كل هذه المآسي. وينطبق عليه القول الشعبي: لقد ضاعت الطاسة والطاسة الرأس وما يحتويه من مخ وعقل.