رفض الهلاليون استثمار العدد الكبير من الفرص التي سنحت لهم في لقاء النصر ليخرج الفريقان بالتعادل السلبي في مباراة جيدة قدمها الفريقان. تفوق الفريق الهلالي في الشوط الأول كاملاً وربع ساعة من الشوط الثاني .. وحين خرج صخرة الدفاع الهلالي عبدالله سليمان بالبطاقة الحمراء في الدقيقة 16 من الشوط الثاني تحرر النصر وتراجع الهلال ليقل أداء الفريقين ويهبط مستوى المباراة. فالفريق النصراوي رغم أنه قدم أداء متوازناً حين ركز مدربه على تكثيف خط الوسط والحرص على عدم الخسارة إلا أنه فشل في استثمار النقص الهلالي، بل إنه لم ينجح في بناء هجمة واحدة يمكن أن تكون كرة هدف كما فعل الهلال أكثر من مرة.. وظلت المحاولات النصراوية خجولة ومتحفظة وبعيدة عن تحقيق الفوز على الهلال حتى وهو يلعب بعشرة لاعبين. * * المباراة كما قلنا رغم سلبيتها تهديفياً إلا أنها لم تخل من الإثارة والفرص المتاحة للتسجيل والنقل السريع للكرة والبحث الحقيقي عن الفوز.. لكنها لم ترتق للمستوى المطلوب في ظل عادية أداء النصر وافتقاد الهلال لعدد كبير من نجومه وابتعاد معظمهم عن مستوياتهم المعهودة لكن النصر كسب من اللقاء تقديم لاعبين جيدين هما الشاب المتألق بندر تميم والمجتهد سعد الزهراني. نتيجة المباراة جاءت مرضية للطرفين وخصوصاً الجانب النصراوي نسبة للفرص العديدة التي سنحت للهلال في المباراة والتي وقف أمامها ببراعة الحارس النصراوي محمد الخوجلي الذي انقذ فريقه بالأمس من خسارة مؤكدة. ولو كان لدى المدرب النصراوي ولاعبيه الجرأة اللازمة لاستثمروا النقص الهلالي وهاجم المرمى الهلالي بقوة كما فعل في فترات محدودة من الشوط الثاني لكن الجمعان وأدميلسون ظلا مزعجين جداً مع كل كرة تصل لمنطقة النصر دون أن يغير ذلك من الأمر شيئاً. الشوط الأول دخل الهلال اللقاء بتشكيل مكون من الدعيع والدوخي وسليمان والشريدة والمطيري وفي الوسط لوبيسكو والغامدي والشلهوب ومعهم أحد المهاجمين الكاتو وأدميلسون والجمعان. وقدم التشكيل الهلالي أداءً جيداً من حيث سرعة نقل الكرة والانتشار وبناء الهجمات.. حيث تولى الشلهوب صناعة اللعب وتمويل المهاجمين بالكرات الساقطة خلف الدفاع وتبادل التمرير مع أحد المهاجمين مع تقدم الظهير الأيمن الدوخي وتبادل الكاتو وأدميلسون أدوارهم في التنقل للأطراف أو العودة للوسط. وبدأ الفريق الهلالي اللقاء بهجوم قوي كاد يسفر عن هدف مبكر في الدقيقة الأولى.. حين مرر الكاتو كرة بينية لأدميسلون المنفرد بالمرمى لكن الخوجلي تصدى للكرة وتبعتها كرة أسهل حين مرر الكاتو الكرة عرضية أمام مرمى النصر تتخطى الجمعان لتصل لأدميلسون وحيداً لكنه لعبها سهلة في القائم الأيسر.. بدلاً من الشباك.. هذه البداية المبكرة للهلال أجبرت النصر على التفاعل السريع مع الكرات الهلالية وتطبيق طريقة مدربه التي اعتمدها في هذا اللقاء. حيث لعب الخوجلي في المرمى وتصدى لكل المحاولات الهلالية طوال هذا الشوط.. وأمامه الرباعي الجهوي والداود والحارثي والجنوبي.. وفي الوسط لعب فيصل سيف وسيزار والجنوبي عبدالعزيز ومعهم سعد الزهراني.. وفي المقدمة المهلل وعلي يزيد.. واعتمد الفريق على تطبيق مصيدة التسلل واللعب في ملعبه معظم فترات هذا الشوط بالإضافة لعودة أحد المهاجمين لتكثيف الوسط أمام الهجمات الهلالية.. وحين يمتلك الفريق الكرة يعود للانتشار والتمرير للأطراف والعمق مع تقدم عدد محدود من لاعبيه وبحذر شديد. ورغم ذلك فإن الأداء ارتكز على الوسط ومنطقة النصر الدفاعية.. فالهجمات الهلالية الخطرة كانت الأميز في هذا الشوط وتعرض مرمى الخوجلي لخطورة كبرى من الثلاثي ادميلسون والكاتو والجمعان.. ولعل نجاح الشلهوب في أداء دوره كما يجب وصناعة اللعب مع اعتماد النصر على كشف التسلل جعل المرمى النصراوي معرضا للحظورة باستمرار لكن الكرة رفضت الدخول للمرمى بفضل الرعونة الهلالية والتألق الكبير للخوجلي. الأداء الهجومي للنصر كان ضعيفاً جداً ولم يشهد مرمى الدعيع أي خطورة حيث ظل مرتاحاً في مرماه بفضل تراجع لاعبي النصر وتفوق العملاقين سليمان والشريدة والقضاء على كل الكرات النصراوية في مهدها. وكما بدأ الهلاليون اللقاء بالهجوم فقد اختتموه بالهجوم المكثف وبدأ ذلك منذ الدقيقة 35 حين تعرض الكاتو للإعاقة من الداود داخل المنطقة لكن جلال احتسبها خارج المنطقة ليتصدى الجمعان للكرة ويسددها ضعيفة أرضية بجوار المرمى.. ثم عاد اللعب للمنتصف حتى الدقيقة 43 حين مرر الجمعان كرة ساقطة خلف الدفاع للشلهوب البعيد عن الرقابة ليواجه الخوجلي لكنه سدد كرته في الشبك الجانبي وسط مضايقة الجنوبي له.. ثم نفذ الجمعان كرة قريبة من المنطقة بعد تعرضه للإعاقة من الحارثي وسددها أرضية تمكن منها الخوجلي وأبعدها ركنية وجاءت الكرة الهلالية الأخيرة من رأس أدميسلون الذي حول كرة عبدالله سليمان العرضية برأسه لكن الخوجلي واصل تألقه وأبعدها ركنية مختتماً مسلسل الفرص الهلالية الثمنية التي أبعدها عن مرماه بعد تسيد هلالي للكرة معظم فترات اللعب دون أن ينجح في التسجيل لينتهي الشوط الأول سلبياً. الشوط الثاني شوط اللقاء الثاني كان استمراراً للمد الهجومي الهلالي والتراجع النصراوي المنظم.. وركز الهلاليون كثيراً على الاختراقات والكرات العرضية وبواسطتها فرط أدميلسون بفرصة ثمينة بعد عرضية الشلهوب في الدقيقة الثانية ليتسلمها بشكل ممتاز لكنه تأخر في التسديد لينقض عليها الحارثي والخوجلي ويتمكنا من ابعاد خطورتها. وبدا واضحاً أن فتح اللعب الذي استخدمه الهلاليون عن طريق الأطراف شكل خطورة حقيقية على دفاع النصر المدعوم بلاعبي الوسط ولذلك فقد لجأ الهلاليون في التسديد من خارج المنطقة وكاد الجمعان في الدقيقة الرابعة أن يهز الشباك من تسديدة خطأ اصطدمت بالقائم الأيسر للخوجلي ولم يرد النصراويون على الهجمات الهلالية حتى الدقيقة العاشرة عن طريق سيزار الذي سدد من خارج المنطقة مرت بجوار مرمى الدعيع.. وفشل الفريق النصراوي في تجاوز خط الدفاع الهلالي القوي مما استدعى المدرب هيكتور إلى إشراك الشاب بندر تميم مكان المهلل وجاء دخول تميم مزعجاً جداً للدفاع الهلالي ونجح في انطلاقتين وأن يتسبب في منح المدافع الهلالي عبدالله سليمان بطاقتين صفراوين ليغادر الملعب ويكمل فريقه اللقاء بعشرة لاعبين.. هذا الطرد حول مجرى المباراة وحرر النصر لترك مناطقه الخلفية والتقدم لمهاجمة المرمى الهلالي لكن دون خطورة باستثناء مناوشات تميم من وقت لآخر.. وبعد طرد سليمان أشرك آرثر جورج فهد المفرج بديلاً للكاتو وأعاد لاعبيه للخلف كثيراً معتمداً على الهجمات المعاكسة للجمعان وأدميلسون وانحصرت الخطورة الهلالية في الأخطاء التي يتحصل عليها مهاجموه داخل ملعب النصر فيما لم تفلح كل المحاولات النصراوية في تهديد مرمى الدعيع حيث نجح الدفاع الهلالي وحارس مرماه في السيطرة على الكرات العرضية التي لجأ إليها لاعبو النصر وخصوصاً من الجناح الأيمن. وأمام عدم قدرة الهجوم الأصفر على الوصول للمرمى أجرى هيكتور تغييره الثاني بدخول البيشي مكان الزهراني لكن دون تأثير يذكر واستمر اللعب في المنتصف وداخل ملعب الهلال حتى اللحظات الأخيرة التي تقدم فيها الهلاليون قليلاً واحرجوا دفاع النصر في أكثر من كرة أبرزها الخطأ الذي نفذه المطيري بتسديدة أرضية أمام المرمى تجاوزت أدميلسون ليد الخوجلي المتألق.. ليعلن خليل جلال نهاية اللقاء بالتعادل السلبي بين الفريقين. من المباراة * قاد اللقاء خليل جلال ومنح بطاقات صفراء لكل من صالح الداود، محسن الحارثي، أحمد جهوي، علي يزيد من النصر، ولوبيسكو وعبدالله سليمان (انذارين وطرد) من الهلال. * حضور جماهيري كبير واكب اللقاء واستمتع بمباراة مثيرة وممتعة من دون أهداف. * الحكم الصاعد خليل جلال قاد اللقاء بشكل جيد لكنه ارتكب أخطاء مؤثرة على سير اللعب حين احتسب الإعاقة التي تعرض لها الكاتو خارج المنطقة بدلاً من ضربة جزاء صريحة.. كما تساهل مع حالة شد من الداود للجمعان في الشوط الأول ومنحه بطاقة على حركة مماثلة في الشوط الثاني كان يمكن أن تكون حمراء.. أما طرد عبدالله سليمان فقد منحه البطاقة الصفراء الأولى دون أن يكون الخطأ يستحق ذلك ليخرج مطروداً في الخطأ الثاني..! * الحارثي أفلت من طرد مستحق بعد احتكاكه بالدعيع في الشوط الثاني ولديه بطاقة صفراء! * الخوجلي وتميم من النصر كانا الأبرز فيما كان الدعيع وسليمان والشريدة والشلهوب أفضل الهلاليين. * أدميلسون أضاع فوزاً هلالياً مؤكداً بإهداره عدداً كبيراً من الفرص أما الكاتو فقد بدا واضحاً أنه يلعب تحت تأثير الإصابة..! * خوف مدرب النصر من الخسارة وحرصه على التعادل يبرر فشله في استثمار النقص والتراجع الهلالي بعد الطرد.! * الجمعان حاول كثيراً لكنه لم يجد الدعم فيما كان المهلل ويزيد من النصر أقل من المطلوب! * خوليو سيزار لم يضف للنصر جديداً تماماً كما هو لوبيسكو! « الطبعة الثالثة امس»