ونحن نحتفي مع كافة الأوساط الثقافية باختيار الرياض عاصمة الثقافة العربية 2000م من بين منظومة العواصم العربية المشرقة بالثقافة والحضارة لنؤكد للعالم ومعه أن الثقافة التي أهلت الرياض لهذا اللقب هي ثقافة الإسلام الحضارية منذ أن هدى الله البشرية برسالة خير الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وأبقى منائر الثقافة الإنسانية التي انبلجت في مدرستي مكة والمدينة لتمتد إلى الجزيرة العربية ومن ثم إلى أقطار العالم. إن الثقافة التي أهلت الرياض لهذا اللقب هي ثقافة الإبداع والتطور الحضاري ثقافة انطلق بها علماؤنا الأوائل في هذه الجزيرة الخصبة لحب العلم والنور وأمسك من ثم زمام ثقافتها وعلومها علماء زماننا الذين لم تثنهم الانطلاقة الذرية والفضائية ولم تبهرهم الضجة التكنولوجية إلا بالقدر الذي يضمن مع تمازج الفكر الإسلامي وحضارته أن تسعد هذه الأمة المؤمنة بحياة كريمة في المجتمع العالمي وبنظرة احترام لشخصيتها المتميزة بين شعوب العالم المتحضر. إن الثقافة التي أهلت الرياض لتكون عاصمة الثقافة هي تلك المنارات التي أرست دعائم الانطلاقة الحضارية لبلادنا من شواهد ثقافية وتعليمية في كل مدينة وقرية كل هذه الروافد والثوابت الحضارية التي أعطت القناعة التامة للمجتمع الدولي بأحقية الرياض أن تكون عاصمة للثقافة العربية تحظى باهتمام عظيم من ولاة الأمر حفظهم الله وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني وتحظى بالاستجابة الفاعلة من كافة المسؤولين وفئات المجتمع الذي أضحى من الرموز العالمية لما يقدمه من إسهامات للإنسانية جمعاء. عندما تتبنى إدارة الاشراف التربوي بمنطقة الرياض بتوجيه من الرئاسة العامة لتعليم البنات ودعم من إدارة تعليم البنات بمنطقة الرياض الاحتفاء بالرياض عاصمة الثقافة العربية إنما تقوم بذلك باعتبارها إحدى الأجهزة التربوية التعليمية التي تدرك مسؤولياتها تجاه ثقافة الأمة ودورها في بناء وتفعيل الشخصية الثقافية للفرد، فالتعليم والتربية من أهم القنوات التي ترتبط بكيان المجتمع وتؤصل جذوره وامتداده الثقافي والإنساني فكانت هذه الفعاليات تتويجاً لفعاليات وأنشطة مختلفة ساهمت فيها مدارس المنطقة ومكاتب الإشراف التربوي طوال هذا العام وماهذا العام الا امتداد لإسهامات ثقافية فتطلع بها التربويات لمدارسنا على مدى سنين تعليم البنات,وإننا نطمح أن تظل هذه المؤسسات التعليمية مصدر علم وثقافة لتظل هذه الأجيال أعمدة حضارة أصيلة مستمدة منهجها من الإسلام ديناً والقرآن دستوراً وسيرة محمد صلى الله عليه وسلم خلقاً ومبادئاً. وحتى تبقى الرياض عاصمة للثقافة العربية والإنسانية تبقى مسؤولياتنا جميعاً أن نبقي شعلة الطموح والعمل الجاد متوقدة أبداً ونبقي الثقافة والعلم ضوءاً متلازماً لهذا الطموح.