يدشن ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز اليوم في المدينةالمنورة فعاليات مناسبة "المدينةالمنورة عاصمة الثقافة الإسلامية"، وذلك بالخيمة الثقافية التي شيدت لهذه المناسبة بجوار مسجد قباء. وأوضح رئيس اللجنة العليا للمناسبة أمير منطقة المدينةالمنورة الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أن اختيار المدينةالمنورة عاصمة للثقافة الإسلامية للعام الحالي تأكيد لمكانتها الإسلامية، فهي المدينة التي انطلقت منها رسالة الإسلام وإلى أحضانها يأرز الإيمان، والمدينة التي انبلج منها نور الهداية والحق فأنار ضياؤه العالم قاطبة، فأضحت منذ هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إليها حتى وقتنا الحاضر عنواناً للخير والسلام، ومستقراً لسماحة الدين وعزة الإسلام، وصرحاً للعلوم والثقافة، ومنهلا لا ينضب للحضارة الإسلامية.. يفد إليها المسلمون من شتى بقاع الأرض لينالوا شرف الصلاة والزيارة في مسجد المصطفى صلى الله عليه وسلم. وتابع الأمير فيصل: اختيار المدينةالمنورة عاصمة للثقافة الإسلامية يأتي في وقت أعلن فيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، يحفظه الله، عن مشروعه التاريخي لتعزيز مبدأ الحوار العالمي والدعوة للوسطية، والتعايش السلمي، مؤكداً، حفظه الله، بذلك على منهج المملكة العربية السعودية ومبادئها التي تحرص على خدمة قضايا الإنسانية جمعاء، والإسهام في تعزيز التواصل وإقامة الجسور المشتركة بين المسلمين وسكان العالم. من جهته قال أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل: نحتفل باختيار المدينة عاصمة للثقافة الإسلامية لهذا العام اليوم، ويجتمع أمام ناظرينا عبق الماضي للمسيرة الإسلامية الراشدة المظفرة، مع ألق الحاضر بما توافر لهذه المدينة العظيمة في نطاق المسجد النبوي الشريف، كما في نطاق منابر العلم والدعوة والثقافة والحضارة، بما يجعلها جديرة باستثمار هذه المناسبة على النحو الأمثل. بل لعلي لا أعدو الحقيقة حين أقول إن هذه المقومات والمعطيات تؤهل المدينةالمنورة وأختها الكبرى - مكةالمكرمة- لتكون عاصمة أبدية للثقافة الإسلامية.. تنطلق منهما رسالة الإسلام الحق، وهدايات الإيمان والحضارة، وتضيء منهما مشاعل الهداية والخير والإحسان، ومنهج الوسطية والاعتدال والأمن والسلام العالمي، وتنبثق منهما رايات الرحمة للعالمين، والتسامح والإصلاح والحوار بين بني البشر أجمعين، في زمن كثرت فيه الفتن والتحديات، وعصفت فيه زوابع المحن والمتغيرات، وبحث العالم عن صمامات الأمن والأمان وأطواق النجاة والسلام، ولن يجدها إلا في ظل الإسلام ومرابعه العظام، وإن الأنظار لتتجه صوب المدينةالمنورة لتحيي هذه التظاهرة الثقافية الكبيرة التي تستحضر البعد الإسلامي والحضاري والإنساني والعالمي على مدى أربعة عشر قرناً من الزمان، وإنها تمثل الحدث الأكبر في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم لهذا العام وتمتلك من المقومات الحضارية ما يؤهلها دوما بفضل الله ثم بفضل جهود القيادة الرشيدة لهذه الرسالة العظيمة. فيما أكد وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله أن اختيار المدينةالمنورة عاصمة الثقافة الإسلامية يمثل فرصة ثرية لإبراز مختلف الجوانب التي تزخر بها هذه المدينة الطاهرة، ومختلف العلوم الحضارية والإنسانية التي عرفت بها المدينةالمنورة منذ القدم وما زالت تمثل مهد العلم والثقافة، وتشكل النور الذي يضيء بالعلم والإيمان. وشددت الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز على ضرورة استثمار المناسبة بتسليط الضوء على ما تكتنزه منطقة المدينةالمنورة من تراث ديني إنساني وحضاري لتوعية المجتمع بأهمية المحافظة عليه والعمل على تطوير استخدامه والاستفادة منه ليبقى حيا في نفوس الناشئة. من جانبه قال الأمين العام للمناسبة، إمام وخطيب مسجد قباء مدير، مركز بحوث ودراسات المدينةالمنورة الشيخ صالح المغامسي: إننا في الأمانة العامة للمناسبة إذ نستشعر ما أفاءه الله على مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم من حرمة وجلالة وندرك عظيم الرسالة وجليل التكليف لنسأله جل وعلا التوفيق والعون والسداد.