احياناً يفاجأ الرأي العام السعودي ببعض الطروحات لكتّاب يحتار الإنسان السوي في توصيفهم لأنهم يطالبون بما لا يصب ابداً في الصالح العام. فقد قرأت قبل مدة آراء لبعض من قطفوا ثمار الوظيفة الى آخر يوم لهم من ساعات التقاعد ولم يعد لديهم وليد أو بنية تدرس فالعائلة بالنسبة لهم قد تحقق لها كل مرادها من التعليم والتوظيف. هؤلاء خرجوا علينا بمقترحات عجيبة تطالب بإلغاء مكافأة الطلبة الجامعيين ولا اعرف على ماذا استخلصوا بأنه لم يعد الطالب السعودي الجامعي في حاجة الى هذه المكافأة. هل قاموا بإجراء استطلاعات علمية توحي نتائجها ان الطالب السعودي الجامعي لم يعد في حاجة الى المكافأة؟ المجتمع السعودي كأي مجتمع عاش الطفرة ويعيش حالياً مرحلة ما بعدها والمتابع للصحافة السعودية يلمس دون مواربة وبكل الوضوح معاناة المواطنين من ارتفاع اسعار الشريحة الكهربائية. كما ان الصحافة وهي مرآة المجتمع وصوته تجاه اصحاب القرار تمتلئ بالمطالبات بتخفيض تسعيرة الهاتف الجوال والتلفون الثابت. وقد طرأت رسوم اخرى كلها تجعل ذوي الدخول المتوسطة والأدنى منها تعاني مصاعب كثيرة تثقل كاهلهم. اذن لا مبرر بالمرة للدعوة الى الغاء مكافأة الطلبة الجامعيين فهي المورد الحقيقي الذي يساعدهم على اكمال تعليمهم وتحمل مصاريف ابتعادهم عن اسرهم. فبعض الأسر السعودية لم تعد قادرة على الصرف على ابنائهم الجامعيين، وملاحقة متطلبات الدراسة الجامعية. اذاً ماذا يريد المطالبون من ابنائنا الطلبة عندما يطالبون الدولة بالغاء صرف مكافآتهم الجامعية؟ اننا نحمد الله تعالى ان القيادة الرشيدة تدرك ابعاد مثل هذه المطالبات. وبالتالي لاتعيرها اهمية، والدليل على ذلك هو إقرار مجلس الوزراء السعودي دعم ابناء الاسر السعودية الدارسين في خارج المملكة العربية السعودية والذين اقتضت ظروف آبائهم العمل في الخارج. وحتى تكون الرؤية واضحة وجلية فإن على الكتاب وقادة الرأي في بلادنا الارتقاء بمستوى الطرح ليحوزوا على رضاء الله أولاً ثم رضاء قيادتهم ثانياً، والسبيل الى ذلك هو الصدق في الرأي وهو ما تنتظره القيادة الحكيمة في هذه البلاد الطيبة التي ترفض كل ما يتعارض مع الإخلاص والنزاهة والتي لا تجلب الخير للوطن. د , خالد آل هميل