سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ادفعوا أذى أبنائكم عن خشوعنا في الصلاة الأئمة في ظاهرة«عبث الأطفال خلف الصفوف» لأولياء الأمور:
إمام جامع موضي السديري: ليكن الوقار والهدوء والأدب سمة مرتادي المساجد
لاشك أن من الظواهر والخصوصيات التي يمتاز بها شهر رمضان المبارك تأدية صلاة التراويح، حيث يخرج الرجال والنساء لتأدية هذه السنة المؤكدة في المساجد لما لها من فضل كبير وأجر عند الله تعالى. إلا أن ما يحز في نفس كل مسلم ما يحدث في هذا الجو الإيماني الذي يملؤه صوت القرآن والخشوع والطمأنينة من لعب الأطفال خلف الصفوف وعند مداخل المساجد بشكل يشوش على المصلين، وان هذه الظاهرة أصبحت من الظواهر المتكررة والتي تكاد أن تكون عند البعض من الأطفال متعة ومتنفس يقضى خارج البيت. إن المتأمل فيما يحدثه هؤلاء الصبية في بعض المساجد لهو بحد ذاته أذى نهى الله عنه في كتابه ونهى عنه رسوله صلى الله عليه وسلم:«والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً». ومن هذا المنطلق يشاركنا في هذا التحقيق بعض أئمة وخطباء الجوامع الذين تحدثوا عن هذه المشكلة وأسبابها وطرق علاجها فإلى التحقيق. التفرغ للعبادة ولكن... في البداية تحدث الشيخ محمد بن إبراهيم السبر إمام وخطيب جامع الأميرة موضي السديري بالعريجاء حول هذا الموضوع قائلاً: إن اصطحاب طائفة من المصلين أطفالهم وأولادهم معهم للصلاة وشهود الخير يعد منقبة للآباء فلاشك أن إحضارهم للمسجد فيه تعويد لهم على الصلاة وشعائر الإسلام الظاهرة وتدريب لهم على الخير فقد قال الله تعالى:«وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقاً نحن نرزقك والعاقبة للتقوى»، وقال سبحانه:«وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة وكان عند ربه مرضياً»، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «مُروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر سنين....». وقال: إن خطورة الأمر تتجلى في المعاناة التي تعاني منها المساجد والجوامع في شهر رمضان المبارك في الصلوات الخمس عامة وصلاة التراويح خاصة، من عبث الأطفال ولعبهم في المساجد، ذلك أن بعض الآباء وفقهم الله يهملون أبناءهم حال إحضارهم للمساجد فيتركونهم في مؤخرة الصفوف أو ينتظم في الصف مع والده ثم ينسل الولد بعد ذلك للخلف ليبقى الصبي في ساحات المسجد ومرافقه مع غيره من الصبيان وتعظم الحال إذا كانوا مراهقين فيجتمعون عند دورات المياه وأماكن الشرب ويزعجون المصلين ويقلقون النساء ويعبثون بمنشآت المسجد ويتلفون المصاحف إلى غير ذلك. الألعاب النارية الشيخ محمد بن سعد السعيد إمام وخطيب جامع سلطانة الشرقي أكد على خطورة هذه الظاهرة مبيناً حدوثها كل عام من بعض الأطفال. وقال إنها تأخذ أشكالاً ومن أخطرها إطلاق الألعاب النارية عند صلاة التراويح، وهذه الظاهرة من أخطر الممارسات على الأبناء وعلى المصلين وسكان الحي فإن لها خطورة عظيمة وضرر بالغ، فلربما تسببت في حرق أحدهم أو تشويهه أو وفاته وربما سببت حريقاً في المسجد أو في بعض المنشآت أو السيارات والممتلكات لأن النار كما قيل«من مستصغر الشرر»، مشيراً أن لهذه الألعاب النارية أصواتاً مزعجة تشغل المصلين والقارئين وتقطع عليهم خشوعهم ومناجاتهم لربهم وقد يدعو أحدهم على هؤلاء العابثين فتستجاب دعوته، خاصة والإمام يقرأ ومسترسل في قراءته مما يغلطه أثناء قراءته وتركيزه حتى لا يعي ما يقرأ، وفيها ازعاج للناس في منازلهم وتخويف وإرعاب للأُطفال وهذا يدخل في إيذاء المؤمنين والله عز وجل يقول:«والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً». قرناء السوء وحول أسباب ظاهرة عبث الأطفال في المساجد أرجع السعيد هذه الظاهرة إلى: 1 تساهل بعض الآباء في التربية والسماح لأبنائهم بشرائها ثم اللعب بها وقد يكون من الآباء من يتعمد شرائها لأبنائه لتسليتهم وتدليلهم وتلبية رغبتهم. 2 عدم الجدية من الآباء الماقتين لها في منع أبنائهم وردعهم عن استخدامها، حيث إنهم يعرفون أصوات أبنائهم وحركاتهم وقد يبلغ أحدهم شخصياً عن أحد أبنائه فيتجاهل وكأن الأمر لا يعنيه وربما دافع عنهم والتمس لهم المعاذير. 3 تساهل بعض الجهات الأمنية في منع البائعين لها العابثين بها والتهاون في عقابهم مع أن التعليمات تشدد على منع هذه الممارسات الخاطئة والخطيرة. 4 عدم تفعيل التوعية اللازمة بأضرار هذه الألعاب والتحذير منها عن طريق المسجد من خلال الكلمات التوجيهية والخطب والمحاضرات ومن خلال وسائل الإعلام المختلفة كالصحافة والإذاعة والتلفاز. 5 قرناء السوء وما لهم من تأثير سيء على سلوك بعض الأبناء وتصرفاتهم. 6 جهل بعض الأبناء بأضرارها أو تجاهلهم وعدم مبالاتهم واستهتارهم بأخطارها. مكانة المسجد عند الأطفال كيف يمكن أن نزرع في قلوب أطفالنا مكانة المسجد واحترامها؟ سؤال يطرح نفسه في ثنايا هذا الموضوع، يجيب على هذا التساؤل إمام وخطيب جامع الشميسي بالرياض الشيخ حمد بن سليمان العجلان مشيراً أن المسؤولية تقع على ثلاث جهات وهي: دور الأب ودور إمام المسجد ودور المعلم في المدرسة، مبتدئاً العجلان بدور الأب فيقول: ينبغي على والد الطفل أن يحبب ابنه في الصلاة قولاً وفعلاً. وذلك بأن يكون قدوة صالحة لأبنائه. فلا يأمرهم بالذهاب إلى المسجد للصلاة وهو لا يذهب، بل يجب عليه أن يصطحب أبناءه ليتعلموا منه احترام المساجد من حيث الدخول وخلع الحذاء وطريقة المشي إلى الصلاة بالسكينة والوقار والدخول في الصلاة وطريقة الوقوف في الصف والالتزام بمتابعة الإمام حتى يسلم. بهذا يكتسب الابن من والده القدوة الصالحة. أما إذا ترك الطفل لوحده دون رقيب فإنه سيعبث ويلعب، أما دور إمام المسجد فينبه الشيخ العجلان أنه يجب على إمام المسجد أن يعطي لهؤلاء الأطفال دوراً من الاهتمام والرعاية والمسؤولية ويمكن أن يتم ذلك بالأمور الآتية: * دور التشجيع والثناء عليهم بالكلام الطيب اللين وعدم زجرهم أو القسوة عليهم. ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسوة الحسنة في طريقة تعامله مع الحسن والحسين أبناء ابنته فاطمة رضوان الله عليهم عندما جاءوا إليه وهو يصلي وعندما كان يخطب على المنبر. فإنه لم يزجرهم بل حملهم معه وهو يصلي وعندما نزل من المنبر أخذهم إليه كل ذلك دليل على شفقته على هؤلاء الأطفال وهو قدوتنا صلى الله عليه وسلم. * دور التشجيع بالجوائز«المادية والعينية» ليكون ذلك حافزاً ومشجعاً لهم على حضور المسجد بكل أدب واحترام. * معرفة أسماء الأطفال الذين يحضرون غالباً إلى المسجد وتعيين أحدهم مسؤولاً عنهم في أدبهم واحترامهم وتصرفاتهم داخل المسجد وتبليغ إمام المسجد لمعرفة من يستحق التشجيع ومن يستحق النصح والإرشاد بكل رفق ولين. * وضع صحيفة في المسجد ويكتب فيها أسماء الأطفال المميزين في حضورهم وأدبهم ليكون ذلك دافعاً للآخرين بالاقتداء بهم. * لو أن إمام المسجد يشجع الأطفال الذين يحضرون إلى المسجد بأن يقرأ كل طفل حديث أو حديثين على الجماعة بعد العصر أو بعد العشاء ويستمر على هذه الطريقة كل يوم على واحد لكان حافزاً قوياً. وأخيراً يعرض الشيخ العجلان مسؤولية المعلم ودوره في كلمات مختصرة فيقول: ينبغي على معلم التربية الإسلامية أن يغرس في ذهن الطالب مكانة المسجد وأداء الصلاة وأجر ذلك وأنها بيوت الله وكيف يفعل ذلك إذا دخل المسجد. إيجاد البدائل فضيلة إمام جامع موضي السديري الشيخ محمد السبر طرح مجموعة من الحلول لهذه الظاهرة أجملها بالنقاط التالية وهي: 1 تذكير جماعة المسجد من آباء وأولياء أمور بأهمية المساجد وقدسيتها ووجوب العناية بها والحرص على نظافتها، وأنها كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لا تصلح لشيء من ذلك إنما هي للصلاة وللذكر وقراءة القرآن، وأن ما يحدثه الأطفال من عبث ولعب أو ضجيج ينافي ذلك كله بل يذهب خشوع المصلين. 2 بيان حكم هذه المسألة وأنها من باب قول النبي صلى الله عليه وسلم:«لاضرر ولا ضرار»، وقد سئل الإمام مالك رحمه الله عن الصبي لا يقر في المسجد هل يحضره والده؟ فقال:«أكره لوليه أن يحضره للمسجد، ثم إن الولي إذا علم بهذا الضرر الناتج عن أولاده وعياله ولم يمنعهم فقد يكون آثماً فإن الله تعالى يقول:«والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً» فلا بد للولي أن يدفع أذى أولاده عن الناس. 3 التوجيه المباشر للآباء والأولياء عن طريق الخطب والكلمات والدروس التي تلقى بعد الصلاة، ومعالجة ذلك في لقاءات الجماعة وطلب المساهمة من الآباء في كف هذه الظاهرة عن مسجدهم عن طريق تعاونهم بإحسان تربية أولادهم، وإلزامهم السلوك المستقيم وكف أذاهم عن الناس، وإعلامهم أن المسجد عنوان على جماعته فليكن الوقار والهدوء والأدب سمة مرتاديه. 4 القيام بجولات تفقديه على المسجد ومرافقه من قبل الإمام والمؤذن أو أحد المحتسبين من جماعة المسجد خاصة دورات المياه، والشوارع المحيطة بالمسجد. 5 إيجاد البدائل المتاحة لإشغال الأطفال وإلحاقهم بحلقات تحفيظ القرآن الكريم فإن الطالب المنتظم بها في الغالب يحسن خلقه وتتهذب أخلاقه ببركة القرآن الكريم، وقل أن يصدر منه أمر ينافي الأخلاق، كذلك تنسيق الرحلات والزيارات الهادفة التي تشغلهم عن ذلك ووضع المحفزات للطالب المثالي والطالب المحافظ على الصلاة وكل تلك الزمور مجربة ونافعة بإذن الله.