تناقلت وسائل الاعلام العربية والعالمية ما اعلنه الملياردير بيل جيتس صاحب مؤسسة مايكروسوفت العملاقة، من ان مؤسسته قد تبرعت بمبلغ مائة مليون دولارامريكي (حوالي اربعمائة مليون ريال سعودي) للمساهمة في تمويل ابحاث تطوير لقاح لعلاج مرض الايدز في القارة الافريقية. وقد دعا رجل الاعمال الامريكي رجال المال والاعمال في العالم الى التبرع لهذه الابحاث التي تتطلب نحو خمسمائة مليون دولار، وذلك لتضييق هوة الاوضاع الصحية بين المناطق الغنية والفقيرة في العالم. رجال الاعمال في العالم الاسلامي وفي بلادنا على وجه الخصوص لا نطلب منهم التبرع بنفس المبلغ الذي تبرعت به هذه المؤسسة ولا بنصفه فقط عشر اي واحد على عشرة من هذا المبلغ من عشرة اثرياء تبني كلية تستوعب المئات من الشباب والشابات، وعشر هذا المبلغ من عشرة اثرياء سعوديين سوف يبني مستشفى متخصصاً. الدولة مشكورة سوف تساهم بأراضي مثل هذه المشاريع الخيرية، كما انها سوف تعفي عملية استيراد معداتها من اي رسوم جمركية ويبقى فقط دور الباحثين عن المثوبة من الله والدعاء من عباده في تقديم هذه المبالغ الى صناديق استثمارية مهمتها الاولى تنمية هذه المبالغ ومضاعفتها لصالح الاعمال الخيرية التي دفعت من اجلها، المحسنون عندنا كثر، ولكن ما نفتقده هو عملية تنظيمية لجمع الصدقات والتبرعات والهبات في صناديق ومشاريع استثمارية تستثمر هذه المبالغ وتنميها لنضمن من خلال ذلك عملية الاستمرارية وعدم نضوب المصادر المالية للاعمال الخيرية وقبل ذلك تكون الادارة لهذه المبالغ الخيرية على مستوى عال من الخبرة والتجربة بحيث تتم الاستفادة من تجارب المجتمعات الاخرى التي سبقتنا في الادارة العلمية للصناديق الاستثمارية الخيرية. نحن بحاجة الى مؤسسات خيرية تدار بعقول اقتصادية وادارية متخصصة وقادرة على ستثمار ما يدفعه فاعلو الخير والمتصدقون من اموال وممتلكات في مشاريع دائمة تعود على المحتاجين بالخير العميم بحيث يبقى اثر هذه الاعمال والاموال الخيرية على مدى الاجيال القادمة وبحيث توظف هذه الاموال الكبيرة والكثيرة اذا جمعت الى بعضها في مشاريع عملاقة كالمستشفيات التخصصية والجامعات والمكتبات والمعاهد التدريبية والمهنية والفنية، ومراكز الابحاث الطبية والتقنية ويمكن ان يكون ضمن كل واحد من هذه المشاريع الخيرية مسجد وجامع. لقد انعم الله على بعض ابناء المسلمين وخصوصا ابناء هذه المملكة بالخير العميم وهم يتدافعون مشكورين لكل عمل خيري الا ان ما ينقص بعض هذه الاعمال الخيرية التنسيق والادارة الجيدة والفعالة القادرة على استثمار ما يدفعه هؤلاء ليبقى يؤتي اكله في كل حين، بحيث يستفيد منه الاباء والابناء والاحفاد بل وحتى احفاد الاحفاد حتى يرث الله الارض ومن عليها.