سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
6 آلاف من مقاتلي "طالبان" استسلموا في 3 أيام وأميركا تستفيد من خبرة روسيا . بن لادن وأنصاره على عمق 350 متراً تحت الارض واصابتهم مستحيلة إلا باستخدام "قنبلة نووية تكتيكية"!
} طغى مؤتمر بون الذي يناقش مستقبل أفغانستان على أصوات القصف الأميركي لقوات حركة "طالبان" امس، واقتصرت العمليات العسكرية على مناوشات محدودة في سبين بولداك قرب قندهار مقر زعيم الحركة الملا محمد عمر. ومع تراجع العمليات كشفت صحيفة "اندبندنت" البريطانية ان اسامة بن لادن مختبئ على عمق 350 متراً تحت الأرض، وان اصابته مستحيلة بالأسلحة التقليدية، ولا تتم الا باستخدام غازات سامة أو قنبلة نووية تكتيكية. وفي حين اعترف وزير الخارجية الأميركي كولن باول بأن قوات بلاده استفادت من التجربة الروسية في افغانستان، أكدت لندن ان أربعة من جنودها أصيبوا في عملية مضادة لأنصار بن لادن. واستبعدت مصادر أمنية في اوزبكستان احتمال دخول اسامة بن لادن منطقة آسيا الوسطى للعبور الى الشيشان. واشنطن، نيويورك، لندن، اسلام آباد، موسكو - "الحياة"، أ ف ب، رويترز، أ ب - كشفت صحيفة "اندبندنت" أمس معلومات تفيد ان اسامة بن لادن وانصاره ربما انسحبوا الى قاعدة "تورا بورا" المبنية تحت الارض في منطقة جبلية شرق افغانستان. ونقل مراسل الصحيفة في جلال آباد عن افغاني زار القاعدة قبل ستة أشهر انها تتمتع بجهاز تهوئة خاص، اضافة الى مولدات كهربائية ضخمة، تتغذى بواسطة مولدات طاقة تعمل على الانهار المنتشرة في تلك الجبال. وافادت الصحيفة ان الانفاق في القاعدة تمتد الى عمق 350 متراً تحت الجبل الذي بنيت في داخله، وهي "محصنة في شكل يجعل من الصعب دخولها، اذا لم تستخدم غازات سامة او قنبلة نووية تكتيكية". وتابعت ان اسم القاعدة "تورا بورا" يعني الغبار الاسود وهي "تعج بأنصار لبن لادن مدججين بالسلاح، ومستعدين للدفاع عن القاعدة حتى الموت". وكشفت معلومات الصحيفة ان القاعدة تقع جنوب جلال آباد قرب بلدة باشرة غام. اما المغاور والانفاق التي تتألف منها فحفرت في جبل غري خيل الذي يشكل جزءاً من الجبال البيض. واعتبرت ان "أي هجوم على تورا بورا سيكون صعباً جداً على أي جيش"، مضيفة ان القصف الجوي "المتواصل لن يكون له اي تأثير مهم على المغاور والطريقة الوحيدة للسيطرة عليها يجب ان تكون عبر مشاركة عدد كبير جداً من الجنود". ونقلت "اندبندنت" عن المسؤول في كابول حضرات علي قوله: "لا نعرف عدد مقاتلي طالبان والقاعدة الموجودين في تورا بورا لكنني متأكد سبعين في المئة ان بن لادن هناك". اصابات بريطانية في غضون ذلك، ذكرت الصحف البريطانية أمس ان الجنود البريطانيين الاربعة الذين اصيبوا خلال عمليات في افغانستان هم أفراد من القوة الخاصة "اس اي اس" التي تطارد بن لادن. وللمرة الاولى منذ بدء القصف في 7 تشرين الاول اكتوبر نشرت صحيفتا "دايلي تلغراف" و"ذا صن" الصورة ذاتها لجنود قدموا على انهم من القوات الخاصة، يستقلون باصاً ووضع شريط أسود على عيونهم لاخفاء هويتهم. وجاء في خبر "ذا صن" ان أربعة من جنود القوات الخاصة اصيبوا خلال عملية قرب قندهار اثناء محاولتهم مطاردة بن لادن. وكان وزير الدفاع جيف هون أعلن ان أربعة جنود اصيبوا في أفغانستان أحدهم اصابته خطيرة. وأوضحت الصحيفة ان المعركة كانت تهدف الى الاستيلاء على احد مراكز قيادة انصار بن لادن. وانتهت لمصلحة جنود التحالف الذين قتلوا العديد من الرجال وأسروا كثيرين غيرهم. وأكد هون أول من أمس، في مقابلة مع "هيئة الاذاعة والتلفزيون البريطانية" بي بي سي احتمال نشر قوات بريطانية الى جانب القوات الاميركية قرب مدينة قندهار. وانزل أول من أمس مئات من مشاة البحرية الاميركية المارينز بطائرات هليكوبتر جنوب قندهار، في اول عملية واسعة على الارض سعياً الى الاستيلاء على آخر معقل لحركة "طالبان". باول في واشنطن، قال الوزير باول ان الجيش الاميركي استفاد من "خبرة روسيا في الحملة على أفغانستان، لكنه يخوض صراعاً مختلفاً عن الصراع الذي خاضه الاتحاد السوفياتي في ثمانينات القرن الماضي، حين واجه أمة أفغانية متحدة". وقال باول لبرنامج "لاري كينغ على الهواء" في شبكة "سي ان ان": "قدموا لنا نصائح كثيرة. واستفدنا من خبرتهم". واستخدمت الولاياتالمتحدة قوتها الجوية الضاربة لتمهيد الطريق أمام تقدم قوات "تحالف الشمال" تدعمها قوات أميركية خاصة محدودة، لاسقاط نظام حكم "طالبان" وطرد قواتها من معظم الاراضي الافغانية. قصف خطأ الى ذلك، نقلت مجلة "نيوزويك" عن مسؤولين في "تحالف الشمال"، ان قوات التحالف تعرضت لقصف جوي مساء الاحد الماضي، من قبل حلفائها الاميركيين بعد بضع ساعات من الاستيلاء على مدينة قندوز شمال أفغانستان، مما أدى الى سقوط عدد غير محدد من الضحايا. وأوضحوا ان افراد اكثر من سبعة طواقم للدبابات اي اكثر من عشرين رجلاً مفقودين، وان عشرات الدبابات وغيرها من الآليات العسكرية دمرت، عندما القت الطائرات الاميركية قذائف انشطارية على قلعة قونا في مدينة قندوز التي استسلمت بعد اسبوعين من الحصار. ورفضت الاممالمتحدة أول من أمس فكرة تحمل مسؤولية آلاف المقاتلين من "طالبان" الذين قرروا الاستسلام في افغانستان، مؤكدة انها لا تملك الوسائل للاهتمام بهم. وقال فريد ايكهارت، الناطق باسم الامين العام: "ليس لدينا سوى بضعة عاملين في المجال الانساني في افغانستان ولا يمكننا تحمل مسؤولية عملية ضخمة كهذه". ويفيد مسؤولون في "تحالف الشمال" ان 5750 من عناصر "طالبان" استسلموا في الايام الثلاثة الاخيرة في مدينة قندوز. وأوضح عليم رزم مساعد عبدالرشيد دوستم احد قادة تحالف الشمال للشؤون السياسية ان بين هؤلاء الجنود 750 من الاجانب سيتم تجميعهم في "مخيم فرز" قبل ان يسلموا إلى مسؤولين في الاممالمتحدة. سبين بولداك ميدانياً، نقلت وكالة الانباء الاسلامية عن شاهد أمس ان "طالبان" فقدت السيطرة على مدينة سبين بولداك الواقعة بين قندهار والحدود الباكستانية. ونسبت الى المصدر نفسه قوله ان "الناس ينهبون المساعدات الانسانية والمدينة باتت في ايدي قوات قبيلتي نورضاي واشكضاي البشتونيتين". وأوضحت الوكالة انها ليست متأكدة من ان مقاتلي "طالبان" غادروا كلياً القطاع، لكنها اشارت الى ان اكثر من خمسة آلاف عنصر من قبائل البشتون موجودون في المدينة. نفي عبور بن لادن على صعيد آخر، استبعدت مصادر أمنية في اوزبكستان احتمال دخول اسامة بن لادن منطقة آسيا الوسطى للعبور الى الشيشان. وكانت مصادر باكستانية ذكرت ان بن لادن غادر منطقة قندهار، وتوجه الى اوزبكستان ومنها الى حدودها مع طاجيكستان بهدف التسلل الى الشيشان. لكن وكالة "ايتار تاس" الروسية نقلت عن ضابط أمن رفيع المستوى في اوزبكستان ان هذا النبأ "لا يمكن تصديقه". وتابع ان "ارهابياً محنكاً مثل بن لادن لا يمكن أن يختار مثل هذا الطريق الى الشيشان"، ملمحاً الى أنه يعرض نفسه لأخطار واسعة، إذ أنه سيمر بدول معادية له.