في صباحية باردة زارت (الجزيرة) منزلها في قرية دغيبجة قرب مدينة الحائط والتقت والدها، إنها بدرية كبيرة أخواتها الأربع، تبلغ من العمر ثلاثة عشر عاماً.. في الخامسة من عمرها كانت زهرة يانعة وعصفورة مغردة تلعب وتلهو مع أقرانها كغيرها من البنات إلى أن شاء الله تعالى لها المرض بسبب الحمى الشوكية. يقول والدها صويلح بن عامر الرشيدي من ذلك اليوم لم يدع طريقًا يستطيع به علاجها إلا وطرقه، فمكثت في مستشفى السليمي ثم مستشفى حائل إلى أن استقرت حالتها هكذا.. جفت أطرافها الأربعة، لا حركة ولا سمع، ترقب من حولها، تعاني مع أسرتها الفقر وشغف العيش، تتغذى بالأنبوب، مشلولة الأطراف الأربعة شفاها الله وعافاها، والدها مديون ومطلوب بمائة وعشرين ألف ريال ولا دخل له بتاتاً بل قال بغصة وألم: إنه اضطر إلى شراء سيارة بالدين لنقل ابنته المقعدة إلى المستشفى على بعد 250كم في الشملي كل أسبوعين لتغيير الأنبوب. وأكد والدها كما أكد جيرانه: إنه يقتطع جزءًا مما يصرف من مصروف المعاقين لابنته المعاقة لتسديد أقساط السيارة. (الجزيرة الإنسانية) اطلعت على حال الأسرة الفقيرة والعوز الشديد والمعاناة التي تواجههم وابنتهم المعاقة فلا طعام ولا تدفئة إلا ما قل، بدرية المعاقة وأسرتها بأمس الحاجة لتسديد دين والدها وتوفير مكان مناسب لهذه الفتاة وعلاجها وتوفير الحليب لها، فهي لا تتغذى إلا على الحليب وما يهرس عبر الأنبوب.