دخل فريق السد بطولة آسيا عن طريق الملحق، ثم أحرزها بعد إشكالات قانونية اقتضت سحب نتيجة الفريق الإيراني الفائز على السد ب3 - صفر وتجيير الفوز والنتيجة للسد، وعليه فقد تأهل السد لبطولة أندية العالم، وفي مواجهة مع الترجي بطل إفريقيا فاز بعد أن ألغى حكم المباراة هدفاً.. ثم أتبعه بقرار مفاجئ آخر وألغى هدفاً ثانياً للترجي.. ثم صعّد المفاجأة بتغاضيه عن احتساب - ما يراه الترجاويون - ضربة جزاء في آخر دقائق الشوط الثاني مما أثار جماهير الترجي التي نزلت للملعب تطارد الحكم، فيما طار السد لملاقاة برشلونة الذي فاز عليه بأربعة نظيفة وهي نتيجة منطقية ومعقولة لمن يقابل أفضل أندية العالم.. ثم ذهب السد ليتنازع مع الفريق الياباني على مركزي الثالث والرابع وكان حارس السد في يومه فأنقذ فريقه ببراعة خلال أشواطه الأصلية وكذلك الإضافية ليواصل الانقاذ ويصد ضربة الجزاء الأخيرة ويفوز السد كثالث أندية العالم مع تفرد بهذا الإنجاز كونه أول ناد عربي آسيوي يحقق هذه المرتبة المتقدمة ويحصل معها على مكافأة ثمانية ملايين ريال .. لا أظن السد وهو يحقق هذا الإنجاز رغم كل العثرات وبكثير من التوفيق والحظ أنه سنزع (إيماننا) بهذا التفوق الذي لا يقارعه ولا يضارعه أي إنجاز لأي فريق آسيوي آخر، بل إنه أكبر إنجاز على الصعيد الآسيوي والإفريقي يشاركه في ذلك الأهلي المصري الذي سبق له تحقيق هذا المركز ولم يزعجنا هو الآخر بمركزه المتقدم ولا يكون لاعبه أبو تريكة كان هداف البطولة. وسيظل السد القطري أحد فرق المقدمة في الدوري القطري وعلى الصعيد الآسيوي مثلما بقي الأهلي المصري أحد فرق المقدمة في الدوري المصري وأحد فرق المقدمة في إفريقيا. فما بالك بفريق اختير ليمثل بلده في بطولة الأندية اختياراً وترشيحاً إدارياً ولم تتم مشاركته وفق الآلية والاستحقاق والأجندة المعتادة، وهو من ذلك الحين ومنذ تلك المشاركة وهو لا يعد من فرق المقدمة في دوري بلده ولكنه مع ذلك كله انصرف عن النظر إلى نتطوير نفسه في المقارعات المحلية التي يقبع غالباً في منطقتها الدافئة، وانشغل عن إرضاء جماهيره التي تطمح للمنافسة على البطولات المحلية التي يغاب عنها منذ عقدين من الزمن وصار يبارز وينافح ويكافح ويلافخ مناوئيه برفع شعار (العالمي) لمجرد أنه شارك!!! فما بالك لو كان نصيبه أن يكون على قدر التشريف والتكليف الذي كان الأهلي المصري أهلاً له بتحقيقه لثالث أندية العالم وما زال يسمى - مع ذلك - الأهلي القاهري. أو ما بالك لو كان قدره أن يكون موهوباً ومحظوظاً كالسد بتحقيقه لثالث أندية العالم وما زال يسمى السد القطري. لقد شارك اتحاد جدة في بطولة أندية العالم وكانت مشاركته - للأمانة - لافتة ومميزة وحقق فيها المركز الرابع.. ولم يقل إنه عالمي رغم أنه ينافس في كل عام على إحدى بطولات الدوري السعودي يحرز إحداها أو أكثر ولم يغب حضوره الباهر في مقدمة الدوري السعودي منذ عقد ونصف عقد وعليه فبحسب المشاركة وبحسب المركز والنتائج فإن - الأهلي القاهري عالمي. والسد القطري عالمي. واتحاد جدة عالمي. بل إن هؤلاء جميعاً أولى وأجدر وأحق بلقب (العالمي) لاعتبارات وزن المشاركة والترتيب، لكن هؤلاء لم يقل أحد منهم أنه عالمي لأن كل منهم لم يقل أيضاً أنه (دوروي) أو (كأسوي) لمجرد تحقيقه لبطولة الدوري المحلي أو كأس البطولة. لقد اعتبر كل من الأهلي والاتحاد والسد أن مشاركتهم في بطولة أندية العالم إنما هي مسابقة تماثل بقية المسابقات المحلية والإقليمية والقارية والدولية وكل جهد يبذله النادي والفريق إنما يندرج في لائحة مشاركات الفريق ولا يقف عندها ولكنها مشاركة تدخل سجل مشاركاته العددية والنوعية. لكن الانكسار والانحدار والانحسار عن المنصات وفقد البطولات والبقاء في وسط ترتيب الفرق والابتعاد والغياب عن مراكز المقدمة.. والرغبة في دغدغة مشاعر الجماهير العطشى والهائهم بهذه الألقاب، نجح حتى اللحظة في امتصاص حنقهم وغضبهم. بلا شك أن كل من الاتحاد والأهلي والسد يستحق لقب (العالمي) رغم أنه لم يستخدمه كعنوان أو شعار أو شماعة، ومع ذلك فإن الفريق (الحالمي) هو الوحيد الذي يعض على صفة العالمي بالنواجذ ويسخر لها الطبول والدفوف والمزامير والازعاج ويستخدم فيها الصوت العالي والشرس أحياناً مكتوباً ومسموعاً ومرئياً.. إنه الحضور (الشفوي) بصراحة.. الفريق (الحالمي) منذ زمن.. وحتى الآن يعتبر مجرد: ظاهرة صوتية!!