كشف الدكتور عصام عثمان استشاري جراحة العيون ورئيس وحدة الماء الزرقاء بمستشفى الملك عبد العزيز الجامعي أن السبب الرئيس وراء اختلال الرؤية لدى مرضى السكر وعجزهم عن ضبط قياس النظر هو تذبذب مستوى السكر في الدم، حيث تتغذى العدسة بشكل أساسي من سكر الدم، وزيادة معدلات السكر لدى المريض تؤدي إلى تضخم العدسة مما يسبب اختلال في الرؤية وقصر بالنظر وبمجرد نزول معدل السكر في الدم تعود العدسة للانكماش ويعود النظر للقياسات السليمة مجددا. وبين عثمان خلال المحاضرة التي ألقاها يوم أمس الاثنين ضمن فعاليات اليوم العالمي لمرض السكري والذي نظمته لجنة التثقيف الصحي للمرضى بمستشفى الملك عبد العزيز الجامعي تحت شعار «سكرك بين يديك» أن اختلال الرؤية مؤشر دقيق لإصابة الإنسان بالسكري حيث يؤدي لعيوب انكسارية مثل طول وقصر النظر مشيرا إلى أن 60% من مرضى السكر يصابون بإعتام العدسة «المياه البيضاء» كما يزيد السكري من نسبة الإصابة بالجلوكوما «المياه الزرقاء» وهي مرض يصيب العصب البصري الذي يحمل الصور التي نراها إلى المخ نتيجة ارتفاع الضغط بالعين ويتسبب في تلف أنسجة العصب البصري، التي تحتوى على عدد كبير جدا من الألياف العصبية ويؤدي تلفها إلى تكوين بقعا عمياء داخل العين (فقد أجزاء من المجال البصري للرؤية) ويحدث ذلك تلفا كليا في العصب البصري وقد تفقد العين قدرتها على الإبصار.وشدد الدكتور عصمان في ورقته التي جاءت بعنوان «السكري وأمراض العيون» على ضرورة المتابعة المستمرة لمريض السكر لحمايته من الأضرار التي قد تصب العين مؤدية في بعض الحالات لفقد البصر كليا. وبينت بدورها الدكتورة مرام الطويرفي أخصائية الطب النفسي في محاضرة ألقتها بعنوان «الصحة النفسية لمريض السكري» أن الضغط النفسي يؤثر بشكل أساسي على ضبط مستوى السكر في الدم. حيث يفرز الجسم أثناء الضغط النفسي بعض الهرمونات مثل «الكورتيزول و»الإبينفرين «اللذان يعملان على زيادة السكر في الدم مما يجعل ضبطه في غاية الصعوبة. فيما نادى الأخصائيون والأخصائيات المشاركون إلى ضرورة ممارسة النشاط الرياضي بشكل يومي لمدة ربع ساعة على الأقل وتجنب الوجبات السريعة والدسمة موضحين أن 85% من المصابين بالسكري النوع الثاني «وهو الذي تحدث الإصابة به عندما تفرز البنكرياس كمية غير كافية من الأنسولين « كانت السمنة السبب الرئيسي وراء ارتفاع معدلات السكر لديهم.