انتشرت الإصابة بمرض السكر بشكل ملحوظ في مجتمعنا السعودي ويندر أن تكون في مناسبة اجتماعية دون أن يكون هناك حديثاً يدور حول هذا الموضوع. وقد دلت بعض الدراسات المحلية إلى أن نسبة المصابين بداء السكر في السعودية تصل إلى ما يقارب 25% وهذه تعتبر نسبة عالية جداً. أما عالمياً. فإن ما يقارب من 149مليوناً يعانون من الإصابة بداء السكر ويتوقع أن يزيد العدد إلى 344مليوناً في العام 2025م. ويؤثر داء السكر على الجسم بشكل خطير ولا تسلم من ضرره العين. حيث لوحظ تأثيره السلبي على شبكية العين بشكل خطير. ينقسم مرض السكري إلى :مرض السكري 1ويصيب الأطفال والشباب بين عمر( - 2510) ويعتمد على الأنسولين في العلاج . مرض السكري نوع 2ويصيب الكبار ما فوق 30عاما ويعتمد على العلاج بواسطة أدوية عن طريق الفم. وتؤكد العديد من الدراسات أن هذا المرض - مرض السكر - هو ثالث سبب في العالم لفقدان الإبصار ويقدر أن 12% من المصابين بالعمى كان السبب الرئيس لأصابتهم هو السكر، حيث لا يترك أي جزء من العين إلا ويؤثر فيه. مرض السكر يتسبب في إصابة الجفون بتجمعات دهنية، ويكثر حدوث الالتهابات والأكياس الدهنية والدمامل، كما تصاب الملتحمة بالتهابات متكررة ولا تستجيب للعلاج بسهولة، فضلا عن الإصابة بقرح القرنية ويكون التئامها بطيئا للغاية، كما تصاب القزحية بالتهابات متكررة، وفي المرحلة الأخيرة تنمو على القزحية أوعية دموية تكاثرية، تسبب الإصابة بالمياه الزرقاء التي تقاوم العلاج. كما يتسبب مرض السكر أيضا في إصابة عدسة العين بالمياه البيضاء بصورة مبكرة عند سن الأربعين، ويصاب العصب البصري بالتهابات متكررة تؤدي إلى انخفاض حاد في قوة الإبصار، ويؤثر أيضا في الشبكية. يؤثر السكري على الأوعية الدموية في شبكية العين. ففي بداية الإصابة تتلف الأوعية الدقيقة جداً وقد يتسرب منها بعض السوائل والدم. في هذه المرحلة لا يشعر المريض بأية أعراض لذا يجب الفحص الدوري لقاع العين لاكتشاف هذه التغيرات التي تعتبر علامة إنذار مبكر لإصابة العين بمضاعفات السكري. في المراحل المتقدمة تنمو أوعية دموية غير عادية على سطح الشبكية أو قد تتجمع السوائل والدم في المنطقة التي تساعدنا على رؤية الأشياء الدقيقة مثل الحروف والأرقام (ماكيولا) مما يؤثر بشكل خطير على الرؤية . يمكن أن تتم جميع التغيرات في شبكية السكري من دون أن يشعر المريض حتى تطال مركز الرؤيّة وهنا يبدأ المريض بملاحظة هذه التغيرات حيث تختلف درجة الرؤيا من وقت إلى آخر فقد تتحسن في أوقات وتسوء في أوقات أخرى حسب نسبة السكر في الدم. لذا يجب على مريض السكري أن يعي مدى خطورة التغيرات، وخصوصا إذا لم يكترث بالمحافظة على معدلات السكري في الدم ضمن معدلات معتدلة وإتباع الحميّة المعطاة من قبل الطبيب وإجراء الفحص الدوري لفحص شبكية العين من قبل اختصاصي العيون وذلك للحصول على العلاج المناسب للحيلولة دون حدوث انفصال الشبكية. العلاج تبرز هنا أهمية المحافظة على معدل طبيعي للسكر وذلك بالالتزام بحمية غذائية وتناول العلاج في أوقاته المحددة دون تأخير. وأشعة الليزر هي العلاج المناسب في الحالات المتقدمة من السكر وهو أسلوب فعال في العلاج حسب الإحصائيات العالمية.وليس هناك أي ضرر من استخدام الليزر كما يشاع بل بالعكس قد يتسبب التأخر في العلاج باستخدام أشعة الليزر إلى تدهور النظر بشكل خطير قد لا ينفع معه العلاج مستقبلاً. التدخل الجراحي هناك أسلوب التدخل الجراحي لمريض السكري في الحالات المتقدمة كحدوث نزيف بالجسم الزجاجي أو انفصال شبكي وتتوقف نجاح مثل هذه العمليات على مدى تأثر الشبكية بهذا المرض. التأثيرات الأخرى للسكري قد يسبب السكر تغيراً في عدسة العين مما يؤدي إلى اعتامها مسبباً ما يسمى بالماء الأبيض.وعلاج مثل هذا المرض سهل وذلك بزرع عدسات داخل العين تعيد الأبصار بإذن الله. أيضاً وفي دراسة نشرت في مجلة طب العيون للعام 2006م بينت أن ثلثي الأسباب التي تؤدي إلي الإصابة بالجلكوما وهو مرض يسبب ارتفاع ضغط العين مرتبط بمرض السكري من النوع الثاني. وهي رسالة مهمة تؤكد أن على المصابين بداء السكري مراجعة عيادات العيون بشكل دوري تفادياً لحصول ما قد يؤدي إلى فقدان البصر نهائياً.