نجاح الدراما التركية ونسبة المشاهدة العالية التي حققتها بعض الأعمال التركية في أوقات سابقة، لا يعني بالضرورة محاولة استنساخها وتقديمها بنسخة عربية، وذلك بالاعتماد على الخطوط الرئيسة في الحبكة الدرامية، لأن ذلك أقرب للمستحيل نظرًا للفوارق الكبيرة بين المجتمعين التركي والخليجي. وهذا ما قام به المخرج (غير المحترف) محمد القفاص الذي يحمل شهادة البكالوريوس في اللغة العربية، حاول مع رفيق دربه الكاتب أحمد الفردان أن يقدما عملاً خليجيًا بنكهة تركية، فخرج لنا عملاً مهترئاَ لا يقدم واقع المجتمع الخليجي بأي حال من الأحوال. (الحب المستحيل) الذي يعرض على شاشة mbc افتقر في معظم حلقاته إلى المنطق الدرامي، وعناصر الحبكة الدرامية الرئيسة، فأصبحت الأحداث تدور في فلك واحد هو خيال الكاتب، وتصديق المخرج لهذا الخيال وتقديمه وكأنه واقعًا معيشًا، وهنا تكمن المشكلة الرئيسة لهذا العمل. فهل من المنطقي والمعقول أن يدخل سائق سيارة الأجرة إلى داخل بيت سيدة أرملة كانت معه في مشوار، ومن ثم تعرض عليه الزواج مباشرة، وهنا طبعًا انتهاك صارخ للأعراف والتقاليد وحتى لتعليمات شركات سيارات الأجرة، وهذا مثال بسيط على خلو المشاهد من الواقع ومبالغتها في الأحداث. كما قدم العمل بعض الممثلات بطريقة غير مقبولة وغير منسجمة مع المرحلة العمرية التي تعيشها، فمثلاً عبير أحمد التي تعيش في مطلع الأربعينيات من عمرها تتقمص شخصية فتاة شابة في مطلع العشرينيات تعيش قصة حب رومانسية. بالإضافة إلى ذلك، حاول المخرج التركيز على تصوير المشاهد الخارجية وجعلها أكثر من الداخلية وذلك لمحاولة تقليد الدراما التركية في طريقة التصوير، لكن الفرق يكمن في أن تصوير المشاهد الخارجية في الدراما التركية له مبرراته الدرامية التي تستدعي ذلك، بالإضافة إلى تميز تركيا بالمناظر الطبيعية ومقومات الجذب التي من شأنها أن تلفت انتباه المتلقي. في (الحب المستحيل) تجاهل المخرج عقلية المشاهد وأصر أن يقدم ما يريد ظنًا منه أن المتلقي سينجذب للأحداث، كما انجذب سابقًا للدراما التركية، وهذا ما لم يحدث نظرًا للأخطاء التي احتواها العمل.