تلك الأحداث التي حدثت في مدينة القطيف وأحيائها وأعلن عنها بيان وزارة الداخلية والتي يؤسفنا تلك المآلات التي آلت إليها والنتائج السلبية التي أفرزتها.. أقول إنه لابد من الوقفة الصادقة مع النفس نخاطب فيها أهل العقل الرشيد أصحاب الحكمة والرأي السديد ممن يدركون مآلات الأمور ويستشعرون عظم المسؤولية الملقاة على عواتقهم، ومن ذلك الأخذ على أيدي من يحاول أن يزعزع أمن الوطن واستقراره أو النيل من مكتسباته، ولا يكون ذلك إلا من خلال زرع حقيقة المواطنة في القلوب واستشعار أهميتها وواجب كل فرد تجاهها ذلك الوطن الذين تعلمون أنه قد قدم لنا الكثير فحقيقة الانتماء لا يكون بإثارة القلاقل أو زرع الفتن والغوغائية ولكن حقيقته هو المتمثل في حبه والافتخار به والدفع عنه والحرص على سلامته والحفاظ على ممتلكاته والوقوف مع ولاة الأمر الذين لهم الولاء الحقيقي والبيعة الصادقة في المنشط والمكره والعسر واليسر.. إن حقيقة الانتماء هو أن يقف كل إنسان مع مسؤولياته وذلك بأداء واجب الأمانة والإخلاص لا أن نجعل من انتمائنا لهوى خارجي متبع غاية قصده إثارة القلاقل وزعزعة الأمن وتفكيك الوحدة الوطنية.. فكما أخذنا من هذا الوطن يجب أن نعطيه.. فكما أخذنا العيش الهنيء والأمن والرخاء فنعطيه الوحدة والتضامن والحب والإخاء والشكر والامتنان، لا أن نكون ممن يتعامل مع وطنه من طرف واحد أخذاً بلا عطاء وديناً بلا وفاء أو ينظر إلى وطنه نظرة عدائية لا مسوغ لها إلا ركوب الجهل وارتداء العقوق وغياب الضمير وحضور التواكل والهوى المتبع والولاء للغرباء.. إن المواطنة الحقة ليست كلمة تلوكها الألسن المنفصلة عن القلوب ولا مشاعر خالية من الانتماء ولا عطاء بلا تضحية ولا أفكار تنشر وتذاع ولا كتباً تدرس ومحاضرات تلقى ولا ترديداً للشعار الوطني فحسب، بل هو أولاً وأخيراً مبدأ إيماني وعمل وبناء، وتعمير وتشييد، وطموح وجموح.. طموح للعز وجموح عن مدارك الذل.. المواطنة الصادقة هي خصلة شريفة وخلة رفيعة وخلق حميد وأدب سام يهفو إلى اكتسابها الشرفاء، فإذا كان هذا هو الوطن وهذه مكانته فلا عذر لمتقاعس أو متنصل عن المحافظة على أمنه والحرص على استقراره وحماية مقدراته والوقوف في وجه كل من يريد زعزعة أمنه أو نشر الرعب أو الفوضى في جنباته وبين أفراده وخصوصاً في هذا الوقت الذي أصبحت فيه العواطف هي المسير الرئيس والقائد المحرك لكثير من التصرفات والأحداث دون أدنى تفكير في مآل تلك التصرفات والأحداث.. فهل يعي عقلاء العوامية وشرفاؤها هذا الأمر؟. [email protected] (*)