أفاد عضو لجنة تحكيم مسابقة الملك عبد العزيز الدولية الشيخ سميح أحمد عثامنة عضو اللجنة، مدير التعليم الشرعي رئيس لجنة مراجعة وتدقيق المصحف الشريف في الأردن، أنّ المراقب والمتابع لهذه المسابقة خاصة ومثيلاتها من المسابقات القرآنية الدولية، يجد بوناً واسعاً وأتوناً كبيراً بينهما، وهو يرى ويتأمل كيف انطلقت مسابقة الملك عبد العزيز - طيّب الله ثراه - وبدأ مستواها يعلو ويعلو وتسير بخطوات ثابتة راسخة، وتسمو وتنتقل من نجاح تلو نجاح، وغدت مؤخراً وقد بلغت ذروة المجد والتميز، وتألقت بثوبها القشيب وعهدها الميمون الجديد، وتوّجت بعقدها في رحاب بيت الله الحرام وعلى مشهد رائع أخّاذ من الكعبة المشرفة، مهبط الوحي ومنطلق الرسالة. وقال: ولا ريب أنّ المسابقة شهدت تطوراً ملموساً، وتجديداً يسرّ الناظرين في فعالياتها وبرامجها وأنشطتها، سيما عقد دورات تأهيلية وتدريبية للمحكمين من مختلف الأمصار، ومواكبتها لكل تقنية حديثة تخدم هذه المسابقة، بأيد بيضاء سخية سحّاء، تنفق كل غالٍ ونفيس في سبيل تحقيق أهدافها المنشودة، وبرعاية موصولة وعناية حثيثة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله ورعاه -، وهذه المسابقة المباركة تميّزت بحسن التنظيم ودقة التحكيم، ضمن ضوابط ومعايير في غاية الموضوعية والشفافية، بمشاركة دولية متنوعة، وصلت ما بين مشارق الأرض ومغاربها، وغدت مناراً تهوي إليه أفئدة الحفاظ المتقنين من كل حدب وصوب ويحدوهم الأمل المشاركة فيها، وقد شحذت واستنهضت هممهم وأحيت عزائمهم وأذكت فيهم روح التنافس في أعذب وأكرم كلام، وأعز وأتم مقروء. واستطرد الحكم الأردني في تصريحه عن المسابقة قائلاً: إنّ الكافة أدرك الهدف السامي من عقد هذه المسابقة من تشجيع الناشئة على حفظ كتاب الله العزيز وتجويده وتفسيره، ولما فيه من إحكام صلة الناشئة والشباب بكتاب ربهم الكريم، والإقبال عليه تعلماً وحفظاً وتهذيباً وتوجيهاً في السلوك على وعي وبصيرة، وإن من شأن هذا التنافس أن يبعث الأمل في النفوس، ويطمئن القلوب على مستقبل القرآن الكريم في أرجاء الأرض، كما أنها تشجع التعارف بين أبناء المسلمين المشاركين، وتوطّد أواصر الإخوة والمحبة والتعاون بينهم مهما تناءت واختلفت بهم الديار، كما أنّ هذه التظاهرة القرآنية في مكةالمكرمة غدت رمزاً ومظهراً من مظاهر التعاون والتضامن لهذه الأمة، حيث اجتمع شمل الحفظة على مائدة القرآن الكريم، يتلونه ويرتّلونه ويتدبّرونه ويتدارسونه في أطهر وأقدس وأشرف مكان في الأرض، فاجتمع شرف المكان والزمان والشخوص والأشخاص الذين هم أهل الله وخاصته، وتواصلت به القلوب وسمت الأرواح وارتقت في مدارج العلا، وصدحت به أصواتهم الندية عنان السماء فخشع الكون كله وسكن في ذهول وسكينة ووقار، وما كان لهذه المسابقة هذا التميز والنجاح وهذا السمو والرقي، لولا الجهود المخلصة من الأمانة العامة للمسابقة بإشراف مباشر وتوجيه من معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، التي ما فتئت بكوادرها المخلصة، تواصل الليل بالنهار بجهد وعمل دؤوب طيلة عام كامل، لإخراج هذه المسابقة بهذا الوجه الحضاري المشرق، فهنيئاً لهم هذا الإنجاز والتميز والعطاء، نسأل الله أن يبارك جهودهم ويجزيهم خير الجزاء، وأن تعم خيرات ونفحات هذه المسابقة الأرض كلها.