تسلّمت الحكومة العراقية أمس الجمعة آخر قاعدة من القوات الأمريكية في مدينة الناصرية جنوب البلاد، على أن يتم انسحاب آخر جندي أمريكي نهاية العام الحالي. وحضر ممثل رئيس الوزراء العراقي حسين الأسدي لتوقيع على أوراق تسليم قاعدة الإمام علي الجوية في الناصرية بحضور ممثل عن الجيش الأمريكي الكولونيل ريتشارد كايزر. وقال الأسدي عقب التوقيع: نعلن وبكل فخر للشعب العراقي تسلّم آخر قاعدة للجيش الأمريكي، مضيفًا أننا نطوي الصفحة الأخيرة للاحتلال. ويشكل تسليم القاعدة القريبة من مدينة أور خطوة أساسية نحو تحقيق الانسحاب الكامل من البلاد، وهي عملية يفترض أن تكتمل قبل نهاية العام الحالي. وسلّمت القوات الأمريكية إلى نظيرتها العراقية 505 قواعد عسكرية وهو عدد القواعد الأمريكية في العراق. ويغادر الجنود الأمريكيون العراق بحلول نهاية العام تاركين قوات تبدو جاهزة للتعامل مع التهديدات الداخلية، إلا أنها عاجزة عن حماية الحدود البرية والجوية والمائية، بحسب ما يقول مسؤولون عسكريون وسياسيون عراقيون وأمريكيون. وهناك مخاوف إضافية من أن العراق يمكن أن يتأثر بقوى إقليمية كما يخشى عدد من المراقبين الأمريكيين من عودة أعمال العنف الطائفية، ويشككون في قوة الهياكل السياسية في العراق التي باتت تقوم على المحاصصة الطائفية، في وقت يستشري الفساد في معظم الإدارات الرسمية. من جهة أخرى دعا مجلس الأمن الدولي الخميس العراق إلى مضاعفة جهوده لتطبيع علاقاته مع الكويت بعد أكثر من عقدين على الغزو العراقي إبان عهد صدام حسين. وأعربت الأممالمتحدة عن أملها بشكل خاص بتقدم عمليات البحث عن المواطنين الكويتيين والأجانب الذين فقدوا خلال فترة الاحتلال العراقي عامي 1990 و1991. وقد أكّدت الحكومة العراقية مرارًا التزامها التقيد بالتعهدات التي قطعتها في إطار اتفاقات السلام بين البلدين، الا أن الأممالمتحدة اعتبرت في تقرير أصدرته مؤخرًا أن أي تقدم لم يحصل على هذا الصعيد خلال العامين الماضيين. وفي بيان صدر عقب عرض شامل قدمه المبعوث الخاص للمصالحة العراقية الكويتية غينادي تاراسوف أشاد مجلس الأمن بالتعاون القوي بين حكومتي العراق والكويت.