بعد عشرة أشهر من الاحتجاجات الدامية التي تطالب بإنهاء حكم الرئيس اليمني علي عبدالله صالح بعد 33 عاما قضاها في السلطة, شكل اليمنيون حكومة الوفاق الوطني التي سيرأسها القيادي المعارض محمد سالم باسندوة بموجب اتفاق المبادرة الخليجية, حسبما أعلن باسندوة أمس الأربعاء. وقال باسندوة «الحكومة شكلت»، موضحاً أنه «تم الاتفاق على كل الأسماء» في الحكومة التي تشكل مناصفة بين المعارضة والحزب الحاكم. وكان الطرفان اتفقا الأسبوع الماضي على تقاسم الحقائب، وخصوصا الحقائب السيادية الحساسة. وستحصل المعارضة خصوصا على حقائب الداخلية والمالية والإعلام وحقوق الإنسان والتعاون الدولي، بينما سيحتفظ الحزب الحاكم بحقائب الخارجية والدفاع والنفط والاتصالات. وتأتي هذه الحكومة بموجب اتفاق المبادرة الخليجية التي وقعها الرئيس علي عبدالله صالح في 23 نوفمبر وبحسب مواعيد آليتها التنفيذية. وستقوم هذه الحكومة بإدارة المرحلة الانتقالية مع نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي. ويتولى هادي بموجب الاتفاق الصلاحيات التنفيذية لرئيس الجمهورية علي عبد الله صالح الذي سيبقى رئيساً شرفياً حتى إجراء الانتخابات الرئاسية المبكرة في 21 فبراير. ويفترض أن يتم انتخاب هادئ رئيساً للجمهورية في هذه الانتخابات كمرشح توافقي بين الحزب الحاكم والمعارضة. وعلى الصعيد الميداني, اندلعت اشتباكات بين قوات موالية للحكومة وأفراد قبائل معارضين للرئيس اليمني علي عبد الله صالح في شوارع العاصمة صنعاء أمس الأربعاء, حسبما ذكر شهود عيان. وقال شهود إن القوات الحكومية اشتبكت في حي الحصبة بالعاصمة وهي معقل للأحمر وسقطت قذائف على مبان حكومية بما في ذلك مقر الإذاعة الحكومية ومقر رئاسة الوزراء. وقال عبدالرحمن وهو من سكان صنعاء في مكالمة هاتفية بينما كانت أصداء الأعيرة النارية تتردد في الخلفية «تنشب معارك بين مقاتلين وجنود الجيش قرب وزارة الداخلية منذ الفجر, إنهم يستخدمون البنادق الآلية والقذائف الصاروخية». من جهة أخرى أعلن المتمردون الحوثيون مقتل ثلاثة من عناصرهم في هجوم نفذه فجر أمس الأربعاء مسلحون من التيار السلفي في بلدة دماج بمحافظة صعدة شمال اليمن, حسبما ذكر المكتب الإعلامي لزعيم المتمردين عبد الملك الحوثي. ويأتي ذلك بعد أن أكد الحوثيون أنهم ملتزمون اتفاق هدنة مع السلفيين الذين ينفون ذلك.