شهدت محافظة الخرج احتفالات وفعاليات مميزة تمثلت في مهرجان الخرج سياحة وتراث والذي نظمته الغرفة التجارية الصناعية في قصر الملك عبدالعزيز التاريخي، حيث ترك أثراً إيجابياً في نفوس الزوار وحقق أهدافه المرجوة بشكل جيد.. ليأتي مكملاً لجهود بلدية الخرج في مجال أنسنة الأمكنة من خلال برامجها السنوية ومهرجاناتها الموسمية الساعية لإدخال الفرح والسعادة والبهجة على نفوس المواطنين.. والتخطيط نحو أنسنة المدينة وتعزيز التوجه الإنساني والاجتماعي والثقافي والإسهام في ارتقاء بالبعد الإنساني وتحقيق مفهوم (مدن إنسانية صديقة للجميع) وربط حاضر المدينة بماضيها الإنساني.. حيث تعتبر مدينة الخرج والدلم من الحواضر التاريخية.. وقد اشتق اسمها من الخراج الزراعي والنماء والخصب كما سميت بالسيح واشتهرت منذ القدم كواحة زراعية تتخللها العيون مما جعلها موطناً للاستقرار الحضري والإنساني. في مدخل الخرج الشمالي يطالعك القصر الأثري مشرف الذي يمتاز بطرازه المعماري الفني المتميز.. ويتكون القصر من مبنيين رئيسيين (شرقي وغربي) وتبلغ مساحتها (30) ألف متر تقريباً، يرتبطان بمسار يؤدي للدور الثاني للقصر الشرقي.. ويغلب على تصميم القصر الطراز المعماري العربي الذي يتميز بكثرة الأعمدة الهلالية والأبراج الدائرية في النهايات الغربية والشرقية، ويتألف القسم الغربي من دورين مخصصين للسلام والاستقبالات. ويتزين مدخله بعقود ثلاثية تطل على المدخل الشمالي، أما القسم الشرقي فهو للسكن.. ويتكون كذلك من دورين كبيرين بواجهة شمالية مشيدة بأسلوب هندسي جميل على شكل نصف دائري ويحتوي على أربعة أجنحة رئيسة وكل جناح يضم عدداً من الغرف المطرزة بالزخارف والرسومات الجدارية، وقد زينت شرفات القصر بالزخرفة الهندسية البديعة. هذا المعلم البارز من معالم الوطن يعد واجهة حضارية وتراثية تستحق الاهتمام، والحق يقال بأن سمو الأمير سلمان كان وما زال متابعاً ومهتماً بالتاريخ والتراث الإنساني.. وجهود سموه تذكر فتشكر في جميع المجالات الإنسانية. ولعل من المناسب أن تبادر الهيئة العامة للسياحة والآثار للعناية والاهتمام كعادتها في التجاوب الدائم مع جميع الطروحات الهادفة.. وذلك بالتعاون مع محافظة الخرج على تطوير هذا القصر الأثري الذي يعتبر جزءاً مهما من التراث الإنساني.. كمطلب وطني وإنساني.. وذلك بدراسة إمكانية وضع القسم الغربي كمتحف تاريخي وفتح باب الزيارة طوال العام، مع العمل على الاستفادة من قسمه الشرقي كمقر للملتقيات العلمية والأدبية والثقافية التي تنظم في رحاب محافظة الخرج وإتاحة الزيارة للدبلوماسيين والسياح العرب والأجانب والوفود الرسمية.. خصوصاً وأنه يتميز بموقع جيد.. حيث لا يبعد كثيراً عن الأسواق والمجمعات التجارية وحديقة برج مياه الخرج والمدخل الشمالي الرئيس للمدينة.. كما أن من المناسب وضع لوحات إرشادية على أسوار ومداخل القصر توضح ما يلي: - تاريخ بناء القصر عدد السنوات التي شيد بها القصر. - معلومات مفيدة للزائر والسائح. ختاماً يحدونا الأمل بهيئة السياحة والآثار للعمل على دراسة تلك الآراء لترتقي بآثار الخرج إلى مصاف المشروعات التنموية التي باتت واضحة للعيان بفضل جهود الدولة ومتابعة محافظها المحبوب الذي يعمل جاهداً من أجل النهوض بالخرج في جميع المجالات الاقتصادية والزراعية والثقافية.. وفقه الله والعاملين معه لكل خير وسداد.. خصوصاً مستشاره الخاص الذي يعمل بكل جد وتفان وإخلاص. والله من وراء القصد. (*) مستشار للتنمية الإنسانية