مع أنَّ جميع ما وُضع من سيناريوهات وخُطط للهيمنة والسيطرة على المنطقة العربية وضمها للإمبراطورية الصفوية، إلا أن ما تضمنته وثيقة (خارطة الطريق) للسيطرة على الأقطار العربية، وبالذات ما تناول عن مصر... مصر ما بعد مبارك، توضح الأساليب الخبيثة للتمدد عربياً. وتؤكد الوثيقة المعدة من المخابرات الإيرانية بأن لديهم في مصر الآن خطة محكمة يزعمون أنها تنفذ بنجاح، وقد قدمت أهم تلك الخطوات: (1) بعد أن تم إسقاط مبارك، وهو أحد أهم أهداف جمهورية إيران الإسلامية، يجب في المرحلة الأولى من خطتنا دعم ترشيح شخصية تتمتع باحترام أوساط مصرية مهمة لها معنا صلات ممتازة منذ سنوات لرئاسة الجمهورية، وإذا نجحنا في إيصاله للرئاسة فإننا سنخطو خطوة كبيرة مهمة في إعداد الساحة المصرية لتكون صديقة لنا وغير معرقلة لأهدافنا الإقليمية، كما كانت في عهد مبارك عقبة كأداء بوجه إيران. وفي هذه المرحلة فإن أهم هدفين لنا في مصر هما تحويل مصر من النظام الرئاسي إلى النظام البرلماني، لأن النظام الرئاسي يضع بيد الرئيس صلاحيات كبيرة جداً تجعل بإمكان مصر اتخاذ أي موقف بسرعة ودون عرقلة من البرلمان لمواجهة مواقف وأحداث مهمة في المنطقة المخطط لها، ولذلك فإن النجاح في جعل مصر جمهورية برلمانية يتحكم فيها البرلمان في القرار النهائي وليس الرئيس أمر لابد منه من أجل ضمان وجود آراء متناقضة في البرلمان تستطيع عرقلة السياسات المعادية لنا، والهدف الثاني الجوهري هو وصول الإخوان المسلمين إلى البرلمان وحصولهم على عدد من النواب يجعلهم القوة البرلمانية الرئيسة فنوفر إمكانية تعديل الدستور لجعل مصر ذات نظام برلماني، إننا ننسق مع جماعة الإخوان منذ فترة طويلة ونتفق معهم على ضرورة إضعاف التيار القومي ومنعه من الوصول للسلطة بكافة الطرق لأنه تيار عنصري علماني معادٍ لغير العرب ويعرقل خططنا للهيمنة على مصر والعرب عموماً، وهذا التنسيق لا يتناقض مع دعمنا لمرشح ناصري للرئاسة لأن نجاحنا في إقامة صلات قوية مع كافة الأطراف المصرية ودون أي استثناء هو الذي سيمكننا من تحويل مصر إلى دولة منقادة لنا تسهل تنفيذ أهدافنا الكبرى، وبفضل النجاح في تحقيق هذا التحول سوف توجه ضربات خطيرة للبلدان العربية الصغرى التي ترى في مصر سنداً لها في وقوفها في وجهنا مما يسهل السيطرة على تلك البلدان فيما بعد. وعلينا تذكر أن مجرد رفض جماعة الإخوان المسلمين الدعاية المعادية لإيران هو خير خدمة يقدمها الإخوان لنا، فهي تفتح الطريق أمامنا لكسب أغلبية سنية في مصر تضع حداً للتيارات المعادية لإيران هناك. وعلينا أن نتذكر بأن تحالفنا مع الإخوان في مصر سيساعدنا أيضاً في تحقيق الهدف الأهم في مصر وهو نشر المذهب (مذهب ولي الفقيه) على نطاق واسع مستغلين الفقر والأمية والأمراض والاضطهاد للطبقات الفقيرة والمعدمة والقيام بمشاريع خيرية لمساعدة هؤلاء الناس على التغلب على مشكلاتهم، وعندها ننشر دعوتنا كما فعلنا بنجاح تام في سوريا وتكون لدينا طائفة من الأنصار قوية وفعالة، ولذلك فإن دعم جماعة الإخوان لنا عمل مهم جداً في إزالة المخاوف في الأوساط السنية المصرية منا، وعلينا أن ندفع الثمن الذي تريده جماعة الإخوان مهما كان كبيراً مقابل ذلك. * * * (غداً كيفية التعامل مع الشباب والأقباط)