الغلو هو أن ترى نفسك فوق كل الآخرين، والغلو هو أن ترى نسبك العائلي فوق كل الأنساب، والغلو هو أن ترى عشيرتك فوق كل العشائر، والغلو هو أن ترى قبيلتك فوق كل القبائل، والغلو هو أن ترى طائفتك فوق كل الطوائف، والغلو هو أن ترى معتقدك السياسي فوق كل المعتقدات، والغلو هو أن ترى رأيك فوق كل الآراء، لذلك قلنا ذات ديوان شعري فائت: مستندين على ما قاله (النفري): كلما الجمله ضاقت صارت الرؤية أوسع كلما يُطرق معدن صار أقوى ثم ألمع وكذاك القمح يغدو حينما يطحن أنصع أنت لن اسمع رأيك فاستمع رأي لاسمع أنت لن تقنعني بالرأي بالقوة، ما لم من صميم العقل أقنع فاشهر السكين في وجهي وبذا تصبح في عيني اشجع والغلو هو أننا نشرنا الديوان وقال بعض (الغلاة): إن ثمة (كسر) في هذه المقطوعة، بيد أننا (غالينا) كثيراً وقلنا إننا في الشعر لا نكسر، وبعد عشرين عاماً من نشر الديوان الذي تناوله بالنقد عشرات النقاد ومعدي الصفحات الثقافية، قال لنا صديق لا علاقة له بالشعر أن ثمة (كسر) في المعنى. وقلنا له وبسخرية (مغالية) إننا لم نسمع يوماً بكسر في المعنى، ولكن ذلك الصديق قال وفي جمع من الأصدقاء إن الأصوب يا صاحبي الشاعر أن تقول (من صميم العقل) لا من صميم القلب لأن القناعة تأتي من العقل لا من القلب ثم إن القلب موطن العواطف والعقل موطن الفكر وقلنا بشجاعة عقلانية (مغالية) نعم لقد أصبت أيها الصديق الفذ وليسقط كل (المغالين) بمديح الديوان الذين لم ينتبهوا لما أنت انتبهت له. يبقى القول أخيراً: إن الغلو في النفس والنسب والعشيرة والقبيلة والطائفة.. والموقف السياسي والتشبث بالرأي الخاص هو إعدام للوطنية وإعدامك لها يعني إعدامك أنت!!