أكد مدير الشؤون الصحية بمحافظة جدة في تصريح إلى الجزيرة أنه لم يتبقَّ سوى 23 حالة يتم تقديم العلاج اللازم لها، وذلك من مجموع 59 حالة تم نقلهن أمس إلى مستشفيات جدة نتيجة الحريق الذي اندلع ظُهْر أمس الأول في مدرسة براعم الوطن. وقال باداود إن ال23 حالة الأخرى قد غادرت المستشفيات؛ وذلك لاستقرار أوضاعها الصحية، وأن هناك ثلاث حالات موجودة في العناية المركزة. فيما أوضح مدير إدارة الطوارئ والخدمات الإسعافية بالشؤون الصحية بمحافظة جدة أن 8 حالات من المصابات في حريق مدرسة البراعم الأهلية أصبن بكسور وإصابات بالغة في العمود الفقري؛ وذلك نتيجة قفزهن من أعلى سطح مبنى المدرسة خوفاً من الحريق، وأن خُمْس الحالات تم نقلها بطائرات الإسعاف الجوي من موقع الحادث، فيما نقلت 12 حالة إلى مستشفى الجدعاني القريب من موقع الحادث، وتم نقل 6 حالات إلى مستشفى الملك فهد وحالتين إلى مستشفى الملك سعود. ورصدت الجزيرة في موقع المدرسة صباح أمس حركة نشطة لعدد كبير من المسؤولين من إدارة التعليم والدفاع المدني والجهات ذات العلاقة؛ وذلك تفعيلاً لأمر صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، الذي قضي بتشكيل لجنة خاصة، تتكون من الدفاع المدني وإدارة التعليم وشركة الكهرباء والمباحث العامة والأدلة الجنائية؛ حيث باشرت الأجهزة الأمنية في الموقع، وتم فتح تحقيقاتها وجمع الأدلة التي تدل على الأسباب الذي أدت إلى ذلك الحريق. من جهتها قامت نائبة سمو وزير التربية والتعليم للشؤون التعليمية الدكتورة نورة الفايز أمس بزيارة المصابات المنوَّمات في مستشفى الجدعاني بجدة، وعددهن 10، منهن طالبة عمرها أربع سنوات ما زالت في العناية المركزة، فيما يبلغ أعمار بقية الطالبات من 5 إلى 15 سنة، إضافة إلى معلمتين ومديرة المدرسة عبير إبراهيم مطر. ووصلت نائبة الوزير الدكتورة نورة الفايز إلى مقر المستشفى حاملة باقات الورود لكل طالبة من الطالبات العشر، وهي تطمئن على سلامتهن وتحيي فيهن روح البطولة والشجاعة في مواجهة ما قدره الله. وضربت نورة الفايز أروع المثل في روح الأم الحنونة قبل أن تكون مسؤولة أو نائبة وزير، وقالت للمصابات: لقد أصابنا الفزع والخوف عليكن، ونحن قلوبنا مفتوحة ومشرعة لأي طلبات أو احتياجات يمكن تقديمها. وامتصت الدكتورة نورة الفايز انفعال وغضب أحد الآباء الذي حمَّل وزارة التربية والتعليم مسؤولية أرواح الأبناء بتطبيق العقوبات الصارمة ضد أي مدرسة حكومية أو أهلية لا تطبق المواصفات التي تضمن سلامة أبنائهم وفلذات أكبادهم. وقالت الدكتورة نورة الفايز إن سمو وزير التربية أصدر أمراً عاجلاً بالتحقيق في ملابسات الحريق ورفع التقارير التي أدت إلى حدوث هذا الأمر، لكنه أيضاً قضاء الله وقدره. من جهته أخرى طالَبَ رئيس لجنة ملاك المدارس الأهلية للتعليم الأهلي والأجنبي (للبنات) في محافظة جدة محمد حسن يوسف ببرنامج تدريبي للمعلمات والطالبات والعاملات في المدارس الأهلية أو الحكومية أو الأجنبية على كيفية التعامل مع الحرائق وطرق الوقاية وسبل مكافحتها. وشدد على ضرورة زيادة وسائل السلامة في جميع المدارس وتشديد الرقابة عليها في الفترة المقبلة. وأشار يوسف إلى أن ما حدث في مجمع مدارس براعم الوطن الأهلية بمحافظة جدة، وما نجم عنه من وفيات وإصابات، أمرٌ محزن للجميع. مشيراً إلى ضرورة أن يكون درساً قاسياً لكل العاملين في المجال التعليمي؛ حيث بات من الضروري التشديد على وسائل السلامة في المنشآت التعليمية الخاصة؛ لتضاهي مثيلتها الموجودة في المدارس الحكومية. ونوه بمتابعة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز، أمير المنطقة، وتوجيهاته بضرورة التحقيق الفوري لمعرفة أسباب الحريق الذي تسبب في حالة من الفزع والخوف لدى الكثير من الأهالي، واهتمام صاحب السمو الأمير عبد الله بن فيصل وزير التربية والتعليم، وجميع الجهات الرسمية، وعلى رأسها الدفاع المدني، الذي سخَّر كل آلياته؛ من أجل مواجهة الحريق، واستخدم عدداً من الطائرات العمودية لإنقاذ المصابات. مشيراً إلى أن تكاتف كل الجهود في موقع الحادث أظهر المعدن الحقيقي للإنسان السعودي، وعكس الاهتمام الكبير لدى القيادة في مثل هذه الحوادث المفاجئة. وأكد محمد حسن يوسف أن الإحصائيات تفيد بأن عدد المدارس الأهلية والأجنبية في جدة تجاوز 290 مدرسة، وعدد الطالبات أكثر من 90 ألف طالبة و10 آلاف معلمة وإدارية وكاتبة ومراقبة؛ الأمر الذي يعني ضرورة الاهتمام بهذه الفئة التي تمثل شريحة عريضة من العاملات في القطاع التعليمي. من جهة أخرى جنَّدت كلية الطب بجامعة الملك عبدالعزيز، ممثلة في المستشفى الجامعي، كل الإمكانيات البشرية، وجهَّزت كل التجهيزات التي من شأنها أن تخفف من هذا المصاب الجلل؛ حيث شاركت جميع الأقسام الطبية والإدارية المعنية بذلك، يتقدمها رؤساء هذه الأقسام، وقامت بعمل كل الاستعدادات اللازمة في مثل هذه الظروف، وذلك بقيادة عميد كلية الطب الأستاذ الدكتور محمود بن شاهين الأحول؛ حيث إن المستشفى الجامعي يُعتبر مرجعية طبية متخصصة في منطقة الشرق الأوسط؛ لما يضمه من كوادر طبية ممتازة وعلى كفاءة عالية جداً في جميع التخصصات.