بالأمس القريب صدر الأمر السامي الكريم بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وزيراً للدفاع خلفاً لأخيه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز - رحمه الله - وقد عمت الفرحة أغلب فئات المجتمع السعودي، وسعدوا بهذا القرار الحكيم؛ لأننا في هذه الأيام، وفي مثل هذه الظروف التي تمر بها المنطقة بحاجة إلى رجل محنك عنده خبرة طويلة في مجال العمل السياسي يعرف كيف يواجه الأحداث والتطورات بحصافة رأي ورباطة جأش؛ خصوصاً أن هذا المنصب حساس، ويحتاج إلى كفاءة ودراية بالأحداث في المنطقة، وما قد تتعرض له مخاطر وتحديات؛ ففي هذا المنصب تظهر قوة الرجال وشجاعتهم؛ فهو من يتولى زمام حماية البلد والدفاع عنها في حال -لا سمح الله- تعرضت لأي خطر يتهدد أمن البلد؛ لذا، فإن اختيار سمو الأمير سلمان لهذا المنصب الحساس كان موفقاً للغاية، فهو رجل عاصر خلال عمله أحداثاً وتطورات كثيرة تعرضت لها المنطقة، وكان قريباً من أصحاب القرار السياسي يدلي برأيه فيما يحدث فصارت عنده حنكة ودراية بأحداث المنطقة ومعرفة تامة بمجالات العمل السياسي وما يتطلبه من مواقف حاسمة تؤدي إلى الخروج من المأزق والمخاطر بصلابة وأكثر قوة وتضمن للأمة الأمن والسلامة. صحيح أننا سوف نفتقد الأمير سلمان الذي عهدناه أميراً لعاصمة مملكتنا الحبيبة الرياض، والذي عاش وأعطى كل ما يملك خدمة لهذه المدينة وأهلها؛ حتى عُرفت به وعُرف بها ومنحها جل وقته وجعل منها مدينة عظيمة تضاهي كبريات المدن العالمية، لكن تسلم سمو الأمير سطام منصب أمير منطقة الرياض منحنا راحة وسكينة وفرحاً بأن الأمير سلمان لا زال معنا؛ فالأمير سطام هو من مدرسة الأمير سلمان تشرب العمل الإداري على يدي الأمير سلمان في العقود الأربعة الماضية، وتعلم أشياء كثيرة تحت توجيهه ومعرفته، والأمير سطام بتقلده لإمارة الرياض سوف يسير على نهج أخيه، ويواصل مسيرة التقدم والتطور، وحفظ الأمن والأمان في ربوع عاصمتنا الحبيبة وسوف نرى بصمات الأمير سطام على منطقة الرياض وأهلها خلال فترة وجيزة من الزمن -إن شاء لله-، وستكون بإذن الله خيراً وبركة؛ فقد أُشتهر عن الأمير سطام حزمه وشدة ذكائه؛ كما أُشتهر عنه طيبته، وحسن سجيته، وتواضعه الجم وأنه لا يفاضل أحداً على آخر، فهنيئاً لنا بأمير الرياض الجديد. ونسأل الله العون والتوفيق للأميرين في مسيرتهما الإدارية الجديدة، وأن يوفقهما في أعمالهما خدمة لدينهما ثم مليكهما ووطنهما تحت ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين وحكومته الرشيدة.