أوضح الدكتور طلال الحربي استشاري جراحة العظام بمستشفى د. سليمان الحبيب بالقصيم أن الإصابة بتمزق غضروف الركبة يعتبر الأكثر حدوثاً من بين تمزقات الأربطة والأوتار بالمفاصل حيث تشكل الإصابة بتمزق الغضروف الداخلي (الانسي) النسبة الكبرى والتي تقارب عشرة أمثال إصابة الغضروف الخارجي (الوحشي). مشيراً إلى أن الإصابة بتمزق غضروف الركبة يكثر في الألعاب التي يتطلب فيها الأداء الحركي زيادة التركيز على مفصل الركبة مثل كرة القدم والسلة والوثب العالي ورفع الأثقال كون التحرك أو الوقوف سريعاً ومفاجئاً وخاصة فوق الملاعب ذات الأرض الصلبة، وعندما يكون المفصل في حالة إنثناء مع ثبات القدم على الأرض أو إشتباك الحذاء مع الخصم أو التحريك الخاطئ للمفصل في هذا الوضع مع الانزلاق أو السقوط أو الاصطدام المفاجئ. أسباب متنوعة لإصابة غضروف الركبة وأوضح الدكتور الحربي أن غضروف الركبة يقع فوق السطح العلوي لعظم القصبة ويتصف الغضروف الطبيعي بأنه ليناً ناعم الملمس لونه أبيض وهو مكون من غضروفين هلاليين الشكل حافتهما الداخلية حادة والخارجية سميكة. موضحاً أنه غالباً ما تحدث الإصابة بتمزق غضروف الركبة عندما تكون القدم ثابتة على الأرض مع ثني مفصل الركبة ولف مفصل الفخذ والركبة معاً أو إصابتها بضربة قوية مفاجئة عندما تكون الركبة في الهواء أو عند التحرك الخاطئ والوقوف المفاجئ من الجري، ويحاول اللاعب تغيير اتجاهه من هذا الوضع فجأة، فيتحرك المفصل للخارج في وضع غير طبيعي حيث تقل فرصة حمايته من الأوتار والأربطة العضلية الساندة والتي تكون في حالة شبه ارتخاء فيحدث شد زائد وعنيف على الرباط المفصلي بين السطح الداخلي للغضروف ورأس عظمة الساق فيتعرض الغضروف للإصابة بالتمزق. تعيق اللاعبين عن ممارسة رياضتهم وعن الأعراض قال الدكتور طلال الحربي إنه غالباً ما يسمع اللاعب صوت (طرقعة) عند حدوث الإصابة أو أثناء تحريك المفصل أو المشي نتيجة لانحشار الجزء المتمزق من الغضروف بين عظام المفصل أو عدم قدرة اللاعب على مد الركبة منذ اللحظة الأولى للإصابة مع وجود تحديد واضح في الحركة الطبيعية للمفصل أو الإحساس بألم شديد يمتد على طول خط المفصل من الجانبين ويزداد عند تحريك المفصل ويتركز فوق مكان التمزق مع مشاهدة ورم حول المفصل نتيجة لتجمع السوائل والإنسكابات الداخلية. وظائف متعددة للمفصل وأكد على ضرورة عمل المعالجة الفورية للمصابين والتي يتم فيها استخدام وسائل التبريد لمدة لا تقل عن نصف ساعة وعمل رباط ضاغط لتثبيت المفصل بعد وضع كمية مناسبة من القطن واستعمال جبيرة خلفية لمنع المفصل من الحركة واتخاذ الركبة أفضل الأوضاع مناسبة للراحة أثناء نقل اللاعب. شارحاً بأن الغضاريف الهلالية تعتبر أساسية في عمل مفصل الركبة حيث تسهل الحركة وتقي من الصدمات وتثبت المفصل غير أن التواء الساق أو إصابة الركبة بسبب الرياضة قد يصيب هذا الغضروف بالتمزق أو التهتك مما يؤدي إلى صعوبة الحركة والألم الشديد. العلاج الجراحي الحل النهائي وأفاد الدكتور طلال أنه يتم تشخيص الإصابة عن طريق الفحص السريري وإجراء صور أشعة الرنين المغناطيسي MRi التي تعطي نتائج وصور واضحة عن الإصابة مما يساعد بشكل كبير في العلاج. مشيراً إلى أن العلاج ينقسم إلى مرحلتين الأولى الإسعاف لحالة التمزق والذي يشمل المراحل الأربعة Rica وتعني الراحة والثلج والرباط الضاغط والرفع. أما العلاج النهائي يتم جراحياً باستئصال الجزء المتمزق من هذا الغضروف. المنظار ساهم في سرعة التعافي وأضاف استشاري أمراض العظام بأنه في السابق كانت تجرى عملية جراحية يتم فيها فتح المفصل كاملا والوصول إلى الجزء المتمزق واستئصاله، أما حاليا فيمكن علاجه عن طريق جراحة المنظار من دون فتح المفصل كاملا حيث يتم الوصول بالأجهزة الدقيقة إلى مكان التمزق واستئصاله وميزة المنظار هي سرعة إجراء العملية تعافي المريض بعد العملية وسرعة عودته إلى عمله أو الرياضة التي كان يمارسها قبل الإصابة.