بلادنا، المملكة العربية السعودية، وحّدها على التوحيد المؤسِّس الأول: عبد العزيز بن سعود - رحمه الله -. فكانت بعد أن لم تكن، فخلقها الله هكذا موحّدة على صورتها التي هي عليها اليوم: المملكة العربية السعودية. فلا يصلح حالها وحال أهلها إلاّ كما هي على الصورة التي خلقها الله عليها، مملكة سعودية موحّدة ملتفة شعباً ووطناً حول إمرة أمراء من أبنائها، فهم من الناس والناس منهم. شعب المملكة العربية السعودية، شعب وفي شكور، قد اجتمع فيما بينه، شماليه وجنوبيه وشرقيه وغربيه، على رابطة الوفاء لهذا الوطن وعلى العهد على حفظ البلاد موحّدة بالصورة التي خلقها الله عليها وأوجدها من عدم، فهي دائماً وأبداً المملكة العربية السعودية. غص الأباعد حسداً بوحدة البلاد فظنوا ظناً بائساً، فراهنوا على هشاشة الوداد والأخوة والحب، فخسروا الرهان، وصدق فيهم قول أبي الطيب: «طار الوشاة على صفاء ودادهم وكذا الذباب على الطعام يطير». فجاءنا عيدنا اليوم بالبشرى، فكان عيدنا عيدين. فهنيئاً لبلادنا العيد الذي على الاتفاق والاتحاد هو عيدها، وهنيئاً أيضاً، لمن سمّى وضحّى وعيّدا. اليوم عيدنا عيدان ولا زالت الأعياد لباس البلاد بعدها، فأمراؤها هم «أبناءُ عَمٍّ كلُّ ذنبٍ لإمرئ إلاّ السعايةَ بينهم مغفورُ». ولذا فستظل بلادنا هي الأوحد بين البلاد عزّة ووحدة، طالما بقي عيد الحجيج بين الأيام أوحدا. أفصح عيدنا اليوم عن ما سُكت عنه زماناً، فقال: «خذ ما تراه ودع شيئاً سمعت به في طلعة الشمس ما يغنيك عن زحل».