استخدمت قوات الدفاع المدني في حج هذا العام مهمة جديدة لوحدات الدراجات النارية المشاركة في تنفيذ خطة تدابير مواجهة الطوارئ بالحج, تتمثل في التدخل السريع للتعامل مع حوادث حرائق المركبات بالعاصمة المقدسة والمشاعر, من خلال تجهيز عدد من درجات الدفاع المدني النارية بطفايات صغيرة للحريق ذات مواصفات خاصة لضخ ما يزيد عن 8 لترات من مواد الإطفاء. وتستفيد قوات الدفاع المدني من هذه التجربة التي يتم تنفيذها لأول مرة في حج هذا العام, من قدرة الدراجات النارية على التحرك في المناطق المزدحمة والممرات الضيقة بين مخيمات الحجيج في المشاعر المقدسة في منى وعرفات, وكذلك في المناطق ذات الطبيعة الجبلية, في التعامل مع حوادث الحريق في بدايتها وقبل استفحال خطرها, سواء داخل المطابخ المخصصة للطهي باستخدام الكيروسين في المشاعر, أو حتى احتراق المركبات داخل الأنفاق, وكذلك حوادث الحرائق الكهربائية في تمديدات الكهرباء في المخيمات. وتعتمد قوات الدفاع المدني في هذه التجربة غير المسبوقة على سرعة انتشار فرق الدراجات النارية لتغطية مساحات كبيرة من المناطق دون أن تشغل حيزاً كبيراً يعيق حركة الحجيج أو يزيد من الاختناقات في المواقع التي تشهد كثافة سكانية مرتفعة ولا سيما في المنطقة المركزية المحيطة بالحرم الشريف ومداخل منشأة الجمرات. وتتوقع قيادة الدفاع المدني أن تحقق الدراجات النارية المجهزة بطفايات الحريق نجاحاً كبيراً نظراً لخبرات قائديها المدربين لأداء مهام الإطفاء, ومعرفتهم بمتطلبات السلامة, والقدرة على التحرك السريع والتي لا تتوافر بنفس درجة الكفاءة لمعدات وآليات الإطفاء باستخدام السيارات, وخاصة في حوادث الطرق والمناطق المزدحمة والضيقة والتي قد يتعذر وصول سيارات الإطفاء إليها. وأشارت قيادة عمليات الدفاع المدني إلى وجود أكثر من 300 دراجة نارية تشارك في أعمال الدفاع المدني بالحج, لمتابعة الحجاج بالعاصمة المقدسة والمشاعر, تم تجهيز عدد منها بمطفيات الحريق وتحديد مسارات سيرها في المناطق التي تتزايد فيها مخاطر حرائق السيارات وحافلات نقل الحجاج وخاصة في شبكة الأنفاق والتي تتضاعف فيها مخاطر حدوث هذه النوعية من الحرائق لما ينتج عنها تلوث للهواء داخل النفق ومن ثم تعريض الحجاج لخطر الاختناق أو الأزمات المرتبطة بنقص نسبة الأكسجين, ولا سيما أن عملية تجهيز الدراجات لحمل الطفايات صغيرة الحجم, من الأمور البسيطة والتي يمكن إجرائها داخل ورش الصيانة بالدفاع المدني.