عملياً سقطت المبادرة العربية لحل الأزمة السورية، فالنظام السوري الذي قبل بالمبادرة على مضض رغم أنها كانت تمثل طوق النجاة الأخير له، إلا أن حسابات النظام كانت مبنية على استغلال الوقت لإخماد الثورة، ومع أن أهم بنود المبادرة العربية كانت تشترط سحب الجيش وقوات القتل من أجهزة الأمن والشبيحة من المدن والشوارع، إلا أن النظام وبدلاً من أن يفعل ذلك صعد من عمليات القتل والتدمير، وحول مدينة حمص وبالأخص حي باب عمر إلى أنقاض وهجر سكانها وقتل من غامر بالبقاء فكانت الحصيلة 110 قتلى في يوم واحد. السوريون سيضربون عن العمل ويصعدون التظاهرات يوم الخميس وعلينا أن نتوقع مجزرة إضافية من قوات بشار الأسد، والعرب عبر وزراء خارجيتهم سيجتمعون يوم السبت بعد أن تتسع بحار الدماء ويسقط مئات القتلى. الأوربيون يبحثون الوضع في سوريا الأسبوع القادم. تركيا تعد العدة لإقامة منطقة آمنة عازلة على الحدود مع سوريا وبالتحديد مع شمال سوريا. مجلس الأمن بدوره يستعد للانعقاد بعد أن يعطي العرب كلمتهم والأوربيون قرارهم. ماذا يعني هذا؟ انتحار النظام السوري الذي لا يزال يقاوم كل محاولات الإنقاذ التي تجنبه نظام القذافي، فالتدخل الدولي يسير بوتيرة متسارعة ولن تنفع بشار الأسد وعائلته وما تبقى منه مقاومتهم التي ستضعف رويداً رويداً إن لم تسقط بسرعة مثلما شاهدنا عملية سقوط بغداد. فدمشق لن تظل تحت رحمة الشبيحة بعد أن يتخلى الجيش عن مهام القتل ويعود لدوره الوطني في حماية الشعب. أيام قليلة ويلحق نظام بشار الأسد بنظام معمر القذافي وبباقي الأنظمة التي اضطهدت شعوبها ونصبت المجازر لإصرارها على الطغيان ويتخلص السوريون من حكم جثم على صدورهم أكثر من أربعة عقود ومنحازين إلى الحرية والكرامة والقوة.